أكدت لنا السيدة كتاب حميدة، رئيسة جمعية ''الأمل'' لمساعدة مرضى السرطان، أن منطقة ''رفان'' و''أدرار'' التي شهدت وقع الإشعاعات النووية، تسجل اليوم أكبر عدد من مختلف حالات السرطان، لكنها في المقابل تفتقر لأدنى تكفل طبي بهذه الحالات انطلاقا من أدوات التشخيص، وهو ما يفسر اكتشافهم ل25 إصابة وسط 57 امرأة من أدرار قصدت القافلة الطبية القادمة من الجزائر العاصمة قصد التحسيس. عقب المشاركة في لقاء طبي وتحسيسي لأطباء ونساء منطقة أدرار ورفان في إطار إحياء الذكرى الوطنية 51 للتفجيرات النووية الفرنسية بالصحراء الجزائرية، أكدت لنا السيدة كتاب حميدة أنه رغم كون المنطقة المتضرر الأول من الإشعاعات النووية التي كانت وراء الإصابة بعشرات الحالات السرطانية، لم تقف القافلة التحسيسية المكوّنة من أطباء مختصين في علاج مختلف أنواع السرطان، على أي بادرة تكفل بحالات السرطان بالمنطقة، بتسجيل انعدام تام لمختلف وسائل الكشف الطبي. يحدث هذا في الوقت الذي كان من المفروض حسب محدثتنا أن تحوي المنطقة مركزا مختصا في التشخيص، مع القيام بدراسات إيبديميولوجية خاصة بها لمعرفة مدى انتشار الداء بمختلف أنواعه، نظرا لتميزها وكونها مسرحا سابقا للإشعاع النووي. لكن ما وقفوا عليه هو انعدام تام للتكفل بالمرضى، ووجود حالات لا تحصى للسرطان لم يتم الكشف عنها. وعن هذه النقطة، أكدت لنا السيدة كتاب أنه من بين 57 امرأة خضعن للكشف بأحد المركزين الخاصين بالصحة اللذين تحصيهما مدينة ''رفان '' لدى أطباء قافلة ''الأمل ''التحسيسية، تم الكشف عن 25 امرأة مصابة بالسرطان، أغلبها حالات سرطان الثدي، وكذا سرطان الغدة الدرقية ''ناهيك عن حالات سابقة وجدناها بمستشفى أدرار ومستشفى رفان في حالة انعدام تكفل تام''، تضيف محدثتنا ''فلا وجود للسكانير ولا الكاشف بأشعة (الماموغرافيا)، ولا أي جهاز للكشف أو معالجة الداء، علما أن ما يقوم به الأطباء هناك هو تحويل المرضى إلى ولايات أخرى، منها ما يتم قبوله ومنها ما يرفض، حيث يتجاوز عدد التحويلات 48 تحويلا على الأقل شهريا''. ليطرح التساؤل عن مصير مرضى السرطان بهذه المنطقة النائية الذي يموت معظمهم وسط معاناة كبيرة وصمت رهيب، في ظل غياب أي تكفل من شأن وزارة الصحة أن توفره.