مسعود وزهيرة بن عمروش زوجان ابنا شهيدين، يعيشان في ظروف صعبة للغاية، بعد أن حملا متاعهما وغادرا بيت الورثة مجبرين، إلى قبو العمارة التي يقيمان فيها بالعاصمة منذ سبعينيات القرن الماضي. وتظهر معاينة ''المسكن القبو'' أن مساحته لا تزيد عن 5 أمتار مربعة. وعبّر مسعود بن عمروش، 70 سنة، عن تذمره الشديد من حالته بسبب اضطراره إلى إخلاء شقته بحي الياسمين بالمدنية في أعالي العاصمة، إثر بيعها من طرف الورثة. وذكر في لقاء مع ''الخبر''، أن طلبه الحصول على سكن اجتماعي أودعه منذ 50 سنة فوق مكتب رئيس بلدية المدنية آنذاك، وبقي في الأرشيف طول مدة تعاقب المسؤولين على البلدية، ولكن لا أحد أخذه بعين الاعتبار. وأوضح مسعود، وهو ابن شهيد قتله المستعمر في 11 ديسمبر 1960، أنه رفض بناء بيت قصديري مثل المئات من المواطنين ''ورفضت أيضا اقتحام مسكن جاهز كما فعل العديد من المحتاجين، لأنني ابن شهيد ولا أريد أن يفسَر أي تهور قد ألجأ إليه على أنه مساس بسمعة والدي، ففضلت الصبر طول السنوات الماضية. ولما وصلت السبعين، سأقضي آخر أيامي في قبو يشبه القبر''. وحول أسباب عدم اتصاله بالمنظمة أو تنسيقية أولاد الشهداء لطرح وضعيتهما على أساس أنهما ينتميان لذوي الحقوق، قال مسعود: ''لا أعرف الطريق الذي يوصلني إلى مسؤولي تنظيمات أولاد الشهداء، ولا أظن أن أفراد العائلة الثورية بمنطقتنا يجهلون حالتي''.