ضحايا زلزال وتسونامي اليابان قد يتجاوزون ال10 آلاف قتيل يواجه اليابان أزمة إنسانية متنامية بعدما ترك زلزالها المدمر وأمواج المد الناجمة عنه ملايين الأشخاص بلا مياه أو كهرباء أو منازل أو تدفئة. ومع توقع المسؤولين إمكانية تجاوز عدد القتلى عشرة آلاف، حشدت البلاد جهود الإنقاذ لتوزيع الطعام والمياه والوقود وانتشال الناجين العالقين من المباني والمنازل المدمرة، في الوقت الذي أثارت مشاكل يواجهها مفاعل نووي ثان في شمال شرق اليابان منذ أمس الأحد، قلقا كبيرا. يبذل حوالي مئة ألف من رجال الإنقاذ جهودا في بحيرات الطمي وأنقاض المباني، في محاولة للعثور على ناجين من هذه ''الكارثة الوطنية غير المسبوقة''، حيث نقلت تقارير إخبارية أمس عن مسؤول بالشرطة قوله، أن أكثر من عشرة آلاف شخص ربما يكونون قد قتلوا حين اجتاحت أمواج المد العاتية لتحوّل بلدات كاملة إلى أنقاض. وكانت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية قد نقلت عن ناوتو تاكوتشي رئيس شرطة مياغي، قوله أن عدد القتلى في الزلزال والتسونامي في مياغي قد يتخطى ال10 آلاف. وأضاف تاكوتشي قائلا ''لا شك'' أن الحصيلة سترتفع إلى هذا العدد في مقاطعة مياغي وحدها، لأنها المنطقة الأكثر تضرراً. لكن الرقم الرسمي المؤكد للقتلى في مياغي يعتبر قليلا الى حد الآن. وكانت وسائل إعلام يابانية ذكرت في وقت سابق أن وكالة الأرصاد الجوية اليابانية رفعت قوة الزلزال الذي ضرب يوم الجمعة المناطق الشرقية والشمال شرقية في اليابان من 9,8 إلى 9 درجات على مقياس ريشتر. ونقلت عن الشرطة قولها أن عدد القتلى في الزلزال تخطى الألفين بالرغم من أن الرقم الرسمي المسجل حتى الساعة هو .800 ولفتت الشرطة إلى أنه في محافظة فوكوشيما وحدها لا يزال 1167 شخص في عداد المفقودين، بالإضافة إلى العثور على 600 جثة في كل من إوايت وميغايي. وفي مينامينساريكو لا يزال حوالي 10 آلاف شخص، أي حوالي نصف سكانها، مفقودين. مستويات مرتفعة من الإشعاع في سياق متصل حذر المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوكيو إيدانو أمس، من احتمال حدوث انفجار هيدروجيني في المفاعل رقم 3 من محطة فوكوشيما شبيه بالذي وقع السبت في المفاعل رقم .1 واعترف المتحدث بأن شكل المفاعل رقم 3 في المحطة تشوّه بسبب الحرارة المفرطة، غير أنه نفى أن يكون الأمر قد تسبب ''بحالة ذوبان'' لقضبان الوقود. لكنه حذّر بالمقابل من أن انفجار هيدروجين شبيه بالذي حصل في المفاعل رقم 1 في المنشأة السبت قد يتكرر في المفاعل ,3 لأن كميات كبيرة من الهيدروجين تشكلت نتيجة مشاكل في عملية حقن المياه. وتجتهد السلطات اليابانية للسيطرة على ارتفاع حرارة المفاعلات النووية في محطة فوكوشيما رقم 1، وهي تضخ مياه البحر فيها وتعمل على تخفيف الضغط داخلها. من جانبهم، قال خبراء في مقاطعة مياجي الواقعة بشمال شرق اليابان أمس، إن مستويات الإشعاع التي تم قياسها تزيد 400 مرة عن المستوى العادي. كما أبلغت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية أمس الأحد، وكالة السلامة النووية الحكومية، بأن معدل الأشعة الذي صدر عن محطة فوكوشيما النووية رقم 1 تخطى الحدود المسموح بها، فيما أفيد عن فقدان التبريد في المفاعل السادس في المحطتين النوويتين بفوكوشيما. وأوضحت الشركة أن معدل الإشعاع في كل ساعة يقدّر ب882 وحدة، في حين أن المعدل المسموح به هو .500 علما أنه تم رصد مادتين مشعتين هما السيزيوم واليود بالقرب من المفاعل النووي رقم واحد في المحطة يوم السبت، ووجود هاتين المادتين يدل على حدوث انشطار نووي لمادة اليورانيوم.