تثير مشاكل يواجهها مفاعل نووي ثان في شمال شرق اليابان، قلقا كبيرا بعد الزلزال والمد البحري "تسونامي" اللذين أديا إلى سقوط أكثر من أحد عشر ألف قتيل بحسب توقعات الشرطة، ووسط هذا التهديد يبذل حوالي مائة ألف من رجال الإنقاذ جهودا في بحيرات الطمي. الحكومة تحذر من خطر انفجار المفاعل رقم "3" وذلك لإنقاذ المباني في محاولة للعثور على ناجين من هذه "الكارثة الوطنية غير المسبوقة"، كما وصفها رئيس الحكومة "ناوتو كان"، وتثير محطة "فوكوشيما النووية رقم 1" التي تضررت الجمعة بفعل الزلزال ووقع انفجار في أحد مفاعلاتها يوم السبت قلقا كبيرا، وقالت شركة "كهرباء طوكيو" يوم أمس أن المفاعل رقم "3" يواجه خللا مماثلا بينما حذرت الحكومة من خطر حدوث انفجار فيه بسبب تراكم الهيدروجين، وكان ناطق باسم شركة الكهرباء قد أكد أن "التغذية بالمياه توقف في الساعة 5,30 صباحا بالتوقيت المحلي والضغط الداخلي ارتفع ببطء"، وأضاف أن "كل الوظائف الخاصة بإبقاء مستوى سائل التبريد معطلة"، إلا أنها أكدت أنها قادرة على السيطرة على الوضع، وقال إيدانو "نقوم بتخفيف "ضغط" الهواء ونصب المياه "لتبريد النظام" يمكننا السيطرة على الوضع"، وأضاف "نواصل متابعة مستوى الإشعاعات"..."المواد الإشعاعية التي أطلقت لا يمكن أن تؤثر على صحة السكان ونريد أن يشعر الناس بالأمان". مخاوف من إمكانية انصهار مفاعلين بمحطة "فوكوشيما" الأولى لكن قبيل الساعة 13,00 بالتوقيت المحلي، قالت الحكومة اليابانية أنه من الممكن أن تكون عملية انصهار بدأت في المفاعلين رقم "1" و"3" في محطة "فوكوشيما" الأولى، وأكدت "تيبكو" أن قضبان الوقود المستخدمة في قلب المفاعل رقم "3" التي يفترض أن تبقى مغمورة بالمياه لتبريدها، أصبحت "خارج المياه" على ارتفاع ثلاثة أمتار، لكنها أكدت بعد قليل أن "مستوى المياه أعيد إلى ما كان عليه منذ ذلك الحين"، وبسبب هذه الأعطال، تخطى مستوى الإشعاع النووي في موقع المفاعل الأول في" فوكوشيما" السقف القانوني، وقال متحدث باسم "تيبكو" أن "مستويات الإشعاع النووي تدنت الليلة الماضية إلا أنها عادت لترتفع صباح اليوم، لتتخطى السقف الذي حددته الحكومة"، وقامت السلطات بإجلاء حوالي 215 ألف شخص في دائرة شعاعها 20 كيلومترا حول المحطة النووية، وأخرى شعاعها 10 كيلومترات حول المحكمة النووية "فوكوشيما 2" التي تبعد ب 12 كيلومترا عن المحطة الأولى، وفي مدينة "فوكوشيما" نفسها التي تبعد نحو 80 كيلومترا عن المحطتين يشعر اليابانيون بالخوف ويتدفقون على المحلات التجارية، لشراء مخزونات من المواد الغذائية بينما نفذ الوقود من المحطات، واصطف المئات في سوق ارتدى فيه الباعة سترات وأقنعة طبية للوقاية من الإشعاعات، وقال "ناوكي أونو" مدرس اللغة الإنكليزية البالغ من العمر 40 عاما، أن "الناس لا يشعرون بالهلع بل بالقلق والمحطة النووية تثير الخوف"، وأضاف "سأصلي حتى لا تنفجر المحطة الثانية". 100 ألف جندي، 190 طائرة وعشرات السفن لإنقاذ السكان وعلى صعيد عمليات الإنقاذ على ساحل المحيط الهادئ، تمت مضاعفة عدد أفراد فرق الإغاثة يوم أمس بإرسال مائة ألف جندي تدعمهم 190 طائرة وعشرات السفن، ووصلت حاملة الطائرات الأميركية "رونالد ريغن" صباح يوم أمس الأحد إلى قبالة سواحل اليابان لمساعدة الجيش الياباني، وتفيد آخر حصيلة رسمية أعلنتها الشرطة أن 688 شخصا قتلوا، 642 فقدوا و1570 جرحوا ليلة الجمعة، إلا أن شبكة التلفزيون اليابانية العامة "أن إتش كي" أكدت أن هذه الحصيلة يمكن أن ترتفع إذ أن عشرة آلاف من مدينة "ميناميسانريكو" شمال شرق اليابان البالغ عددهم 17 ألف نسمة مفقودون وهو ما أعلن عنه قائد الشرطة المحلية للصحافيين، كما نقل التلفزيون العام "أن إتش كي" أن أكثر من عشرة آلاف شخص يكونون قد لقوا حتفهم إثر الزلزال، والتسونامي في منطقة "مياجي" الساحلية الأقرب إلى مركز الزلزال، وأعلنت "أوتاوا" عن مقتل كندي في الزلزال الذي تلاه مد بحري في اليابان، وما زال 1167 شخصا مفقودين في منطقة "فوكوشيما" المجاورة للقطاع الذي يعد الأكثر تضررا، حسبما ذكرته وكالة الأنباء "كيودو". وقد عثر على ما بين 300 و400 جثة في مرفأ "ريكوزينتاكاتا" البلدة الساحلية الواقعة في "هيغاشيماتسوشيما" في إقليم "مياجي"، وكان عثر قبل ذلك على 300 جثة على أحد شواطئ "سينداي" اجتاحته أمواج ارتفاعها فاق عشرة أمتار. أولى فرق الإغاثة وصلت يوم أمس ودمر التسونامي الذي تلى زلزال بلغت شدته 8,9 درجات مدنا بأكملها، وقد جرف سيارات ومنازل داخل المدن حيث بلغ ارتفاع المياه في بعض المناطق خمسة أمتار، وقال رجل مسن لصحافيين أن "هناك عددا كبيرا من الناس الذين ماتوا"، قبل أن يجهش بالبكاء، حيث وصلت يوم أمس الأحد إلى اليابان أولى فرق الإغاثة التي أرسلتها استراليا، نيوزيلندا، كوريا الجنوبية، سويسرا، بريطانيا، فرنسا والولايات المتحدة. من جهة أخرى تواجه حكومة "ناوتو كان" انتقادات لرد فعلها الذي اعتبر بطيئا جدا بعد الانفجار في مفاعل نووي، وكتبت صحيفة "يوميوري" في افتتاحية أن "الطريقة التي قدمت فيها الحكومة معلومات تثير تساؤلات"، وأضافت أن الحكومة احتاجت إلى خمس ساعات لتقديم كل المعلومات، معتبرة أنها "تأخرت جدا". أما صحيفة "ساسهي شيمبون" يسار الوسط فانتقدت بطء تحرك السلطات لتوسيع الدائرة التي يجب إخلاؤها من السكان، وقالت "أنه وضع صعب لكن الحكومة يجب أن تكون مسؤولة عن أمن السكان بالاستعداد لأسوأ السيناريوهات"، من جهتها انتقدت صحيفة "ماينيشي" شركة كهرباء "طوكيو" بسبب الإجراءات غير الكافية المحددة لهذا النوع من الحوادث، وقالت أن "الأمر يفوق التصور"، وقد حذر وزير الصناعة الياباني "بانري كايدا" من أن توقف مفاعلات نووية عدة عن العمل قد يؤدي إلى نقص في التيار الكهربائي، ودعت الحكومة المستخدمين وخصوصا الشركات إلى تخفيض استهلاكها إلى حد كبير لتوفير الطاقة.