كشفت حصيلة المناقصة الدولية التي نظمت، أمس، من قبل الوكالة الوطنية ''ألنفط'' عن نتائج اعتبرها الخبراء مخيبة للآمال؛ حيث تم قبول عرضين فقط لمنطقتي استكشاف من مجموع 10 كتل معروضة في المناقصة. نظمت أمس، عملية فتح الأظرفة للمناقصة بمقر وزارة الطاقة بمشاركة متواضعة للشركات الدولية، حيث أسفرت عن فوز الشركة الإسبانية ''سيبسا'' بكتلة روغد روني، فيما تم القبول بعرض مجمع سوناطراك في كتلة روغد الفارس المتواجدين بحقل بركين، والتي سجلت فيها اكتشافات هامة من النفط والغاز، آخرها اكتشاف أعلنته مجموعة غازبروم الروسية السنة الماضية. وقد عرضت سلطة الضبط ''ألنفط'' 10 كتل للاستكشاف والبحث والاستغلال على الشركات الدولية ومنحت لها وقتا كافيا لتحضير العروض وتوفير الملفات، إلا أن ذلك لم يسمح بتسجيل عروض كثيرة، حيث تعد العمليات الثالثة من نوعها التي تفشل فيها الجزائر في استقطاب عدد كبير من العروض، رغم الجهود المبذولة. ويعزو الخبراء الفشل النسبي في تحقيق نتائج ايجابية في مجال الاستكشاف إلى القوانين والتشريعات التي اعتمدتها الجزائر، سواء تعلق الأمر بمنح سوناطراك نسبة كبيرة في مجال الاستكشاف والاستغلال، ولكن أيضا، فرض الرسم على الأرباح الاستثنائية وفرض حق الشفعة الذي دفع عددا من الشركات الدولية، على رأسها أناداركو إلى رفع دعاوى قضائية على مستوى المركز الدولي لتسوية المنازعات المتعلقة بالاستثمار بواشنطن ومحكمة المنازعات بباريس وجنيف. كما أن تأثر الشركات الدولية بالأزمة المالية ساهم أيضا في تقليص هذه الشركات لتدخلها في العديد من المناطق منها الجزائر، في مجال الاستكشاف النفطي والغازي، في وقت كانت الجزائر تحاول تدعيم احتياطاتها من البترول والغاز لدرء النقص المسجل في احتياطاتها المقدرة ب12 مليار برميل للبترول و4700 مليار متر مكعب للغاز. وقد سبق للوكالة الوطنية ''ألنفط'' التي تعتبر سلطة الضبط لقطاع البترول والغاز في الجزائر أن سجلت نتائج محتشمة أيضا وشبه عزوف للشركات النفطية والغازية العام الماضي، حيث منحت ثلاثة عقود من مجموع 10 كتل في 21 ديسمبر 2010 من بينها عقد لمجمع توتال الفرنسي. في وقت تم رفع متوسط حفر الآبار في الجزائر من 15 إلى 30 بئرا في كل 10 آلاف كلم مربع وإن كان هذا المعدل بعيدا عن المتوسط العالمي المقدر ب100 بئر في كل 10 آلاف كلم مربع. ورغم قرار بريتيش بتروليوم إعادة النظر في قرار انسحابها، إلا أن الجزائر لم تستقطب خلال السنتين الماضيتين شركات دولية في مجال الاستكشاف والبحث، وظلت نتائج المناقصات متواضعة مقارنة بالقدرات المتاحة، في وقت سجل عدد معتبر من الاكتشافات الصغيرة للنفط والغاز ما بين 2007 و2010 بالخصوص، غير أنها لا ترقى لتغيير مستوى الاحتياطي بصورة كبيرة.