انتقد تقرير لمنتخبين محليين من عدة ولايات في الجنوب سياسة الحكومة ووزارة السكن في التكفل بسكان البيوت الطينية والقصور القديمة عبر 8 ولايات في الجنوب. وأشار إلى فشل محاولات إعادة الاعتبار للقصور القديمة. تعيش 160 ألف أسرة في 8 ولايات بالجنوب تحت التهديد الدائم بانهيار بيوت طينية هشة تقيم بها، مقابل أقل من 50 ألف سكن اجتماعي خصص لكل هذه الولايات. وحسب تقرير لمختصين تم إثراؤه بشهادات لممثلي جمعيات أحياء ومنتخبين محليين، فإن وزارة السكن لم تنجح في إعادة الاعتبار للآلاف من السكنات القديمة في القصور التاريخية، في إطار برنامج إعادة الاعتبار للقصور القديمة الممتدة بين العامين 2002 و.2004 وطالب ممثلون عن جمعيات أحياء ومنتخبون محليون بالجنوب بتوفير برامج سكنية عاجلة، للقضاء على السكنات الهشة في 8 ولايات بالجنوب. وأشار تقرير أعده مختصون من المركز الجامعي بغرداية، شاركوا في ملتقى لجمعيات الأحياء ومنتخبين محليين في غرداية، منذ أيام، إلى أن عدد السكنات الهشة في ولايات غرداية، ورفلة، تمنراست، إليزي، أدرار، بشار، وادي سوف وتندوف، يفوق 160 ألف وحدة سكنية تتوزع عبر 42 بلدية. وطبقا للتقرير سينهار أغلب هذه البيوت في السنوات الخمس أو الست القادمة، بفعل عدة ظواهر مثل زحف الرمال المسجل والأمطار الرعدية وصعود المياه. وتوقع تقرير لمختصين جامعيين بعنوان ''ترقية السكن في مناطق الصحراء والجنوب.. الواقع والتحديات''، استند إلى الأرقام الرسمية من 8 ولايات في الجنوب، أن تجد 160 ألف أسرة على الأقل نفسها في الشارع بفعل انهيار البيوت أو عدم قابليتها للسكن، في غضون ما بين 4 و6 سنوات، وتحتاج الولايات الثماني في هذه السنوات المقبلة لحوالي 200 ألف وحدة سكنية جديدة لتغطية العجز الذي يفرضه انهيار آلاف البيوت وعدم قابليتها للسكن. وركز التقرير على حالات بلديات إن صالح ورفان وأولف والمنيعة كأمثلة، حيث شهدت هذه البلديات في الفترة بين عامي 2004 و2010 مع كل تهاطل للأمطار انهيارا للعشرات من البيوت الطينية. وكان وزير السكن، نور الدين موسى، قد اعترف، خلال زيارة سابقة إلى ولاية غرداية، بوجود 160 ألف سكن هش في ولايات الجنوب. وأشار تقرير لجمعيات الأحياء ومنتخبين، شاركوا في اليوم الدراسي، إلى أن مناطق الصحراء والجنوب تحتاج لتدخل ثقيل من الحكومة لتوفير السكن وترقيته، يتضمن تجديد الحظيرة السكنية داخل القصور القديمة، وتوفير على الأقل ما بين 30 ألفا و40 ألف سكن كل عام قبل حلول سنة ,2016 وتمويل برامج لترميم القصور القديمة بواسطة مقاولات متعاقدة مباشرة مع مديريات السكن في الولايات، ومشاريع كبرى للحد من ظاهرة صعود المياه في ولايات عدة ومناطق لم تكن تعرف هذه الظاهرة في السابق، وحواجز طبيعية أو صناعية للحد من زحف الرمال التي تهدد مئات البيوت في مناطق مثل أولف والمنيعة وإن صالح. وترتفع، حسب التقرير، نسب الرطوبة والملوحة في الأراضي الموجهة لإنجاز سكنات جديدة في بعض المناطق بعدة ولايات مثل غرداية، وادي سوف وورفلة، وتتحول أرضيات البيوت القديمة في مناطق رطبة إلى ما يشبه البحيرات، من شهر نوفمبر إلى غاية أفريل من كل عام. وقال إن بعض الأحياء القديمة في بلدية إن صالح تعيش تحت التهديد الدائم لانهيار بيوت طينية قديمة. أما في بلدية المنيعة، فإن جمعيات الأحياء تشير إلى أن 1100 سكن قديم بات تحت التهديد الدائم لصعود المياه. وفي بلديتي المنيعة والفرارة بولاية غرداية، فإن تقارير لجان الأحياء تشير إلى وجود أكثر من 2200 وحدة سكنية مهددة، تتوزع عبر الأحياء القديمة.