شدد نائب رئيس المفوضية الأوروبية المكلف بالصناعة والمقاولة أنطونيو تاجاني، أمس، على أن المنافسة على السوق الإفريقية قد اشتدت بين الدول الاقتصادية الكبرى، ملمحا إلى أنه يتوجب على الدول الأوروبية ذات التاريخ الاستعماري أن تقدم اعتذاراتها لإفريقيا عما ارتكبته في الماضي كخطوة أولى لكسب ود الأفارقة. قال أنطونيو تاجاني في ندوة صحفية على هامش الندوة الإفريقية التاسعة عشرة لوزراء الصناعة المنظمة، أمس، بقصر الأمم في العاصمة، إن السوق الإفريقية قد أصبحت تستقطب منافسة دول كبرى منها الصين والبرازيل والهند والولايات المتحدةالأمريكية، علاوة على الدول الأوروبية. وقد قرن المتحدث قوله هذا بالاعتراف ''نعم ارتكبنا أخطاء في إفريقيا ويجب تقديم الاعتذارات للدول الإفريقية التي استعمرها الأوروبيون. وقد أشار المتحدث إلى ما أقدمت عليه إيطاليا بهذا الشأن، باعتذارها السنة الماضية، وهو اعتذار قدمته على ما ارتكبته في ليبيا في فترة استعمارها لها. وركز المتحدث على أن العلاقات الأوروبية الإفريقية لها أبعاد أكبر من كونها اقتصادية، حيث يشترك الطرفان في ملفات الأمن والإرهاب والهجرة غير الشرعية ومن مصلحة أوروبا أن تحقق التنمية الاقتصادية في القارة السمراء والاستقرار السياسي. وفي هذا السياق، تعهد المسؤول بأن الاتحاد الأوروبي سيقدم دعمه للدول الإفريقية في اتجاه دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والبحث في مشاكل حصولها على القروض والتمويلات المختلفة ومحاولة إرساء صناعة غذائية. لكن قبل هذا أكد المتحدث أنه يجب حل مشكل البيروقراطية الثقيل في إفريقيا. وقد التقى المسؤول الأوروبي بكل من وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار محمد بن مرادي ووزير التجارة مصطفى بن بادة، عشية أمس الأول، حسبما كشفه تاجاني الذي أورد أن أهم الملفات المطروحة تمثلت في التشاور حول الاستثمار السياحي وتطوير نسيج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالجزائر. وتعهد المتحدث أنه سيطرح مشكل تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في إفريقيا خلال المنتدى المتوسطي المقرر أن ينظم بمالطا في 11 و12 ماي القادم. ومن بين المقترحات التي كشف عنها تاجاني، شراكة لتأسيس بنوك مختلطة أوروبية وإفريقية من أجل منح قروض لمؤسسات صغيرة ومتوسطة إفريقية وأوروبية تريد الاستثمار والحصول على حصص من السوق الإفريقية.