لاقت الخطوة الإيطالية بمنح المهاجرين السريين التونسيين إقامات مؤقتة صالحة عبر كامل مجال ''شنغن'' الأوروبي، بهدف تقاسم أعبائهم مع باقي دول الاتحاد خاصة فرنسا، انتقادا من قبل الأخيرة التي أكدت أنها غير مستعدة لاستقبالهم. فيما حذر الاتحاد الأوروبي من الخطة الإيطالية. أعلن وزير الداخلية الإيطالي روبرتو ماروني، أمس، ''قررنا منح تصاريح إقامة مؤقتة بمبرر الحماية الإنسانية، ستسمح لهؤلاء المهاجرين، التونسيين، أن يسافروا في بلدان شنغن''. منهم حوالي 25 ألف مهاجر وصلوا إلى إيطاليا في الأسابيع الأخيرة. وردت باريس على الفور بالتأكيد أنها ''لا تنوي استقبال موجة من الهجرة التونسية القادمة من إيطاليا''. وقال وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان الذي يزور اليوم روما ''للتجول داخل شينغن لا يكفي الحصول على تصريح بالإقامة، في واحدة من الدول الأعضاء، بل الأمر يحتاج إلى وثائق هوية وكشف بالموارد المالية''. وأضاف أنه ''إذا لم تتوفر هذه الشروط فمن حق فرنسا إعادة الأشخاص المعنيين إلى إيطاليا''. واستذكر الوزير الذي طرح على مجلس النواب اتفاقا أبرمه هذا الأسبوع مع السلطات التونسية، أن ''الغالبية الساحقة من المهاجرين يقولون إن لديهم أصدقاء وأقارب في فرنسا أو دول أوروبية أخرى''. وفي نفس الاتجاه حذرت المفوضية الأوروبية، أمس، من الخطة الإيطالية لإصدار تصاريح إقامة موقتة للآلاف من المهاجرين من شمال إفريقيا، قائلة إن حاملي التصاريح لن يكون لهم حق تلقائي في السفر داخل الاتحاد الأوروبي. وقال مكتب مفوضة الشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي، سيسيليا مالمستروم، إن حاملي التصاريح لن يكون لهم حق ''تلقائي'' في السفر داخل منطقة شنغن. وقال الناطق مارسين جرابيك للصحافيين في بروكسل إن هذا سيعتمد على نوع التصاريح التي ستصدر. وأوضح أيضا أنه سيسمح للمهاجرين بالسفر داخل منطقة شينغن لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر فقط إذا كان لديهم وثائق سفر صالحة وما يكفي من المال للعيش ولا يشكلون أي تهديد للأمن العام. وأشار إلى أن المهاجرين الذين يتضح أنهم عبروا الحدود من إيطاليا ولا تنطبق عليهم هذه الشروط ستتم إعادتهم إلى هناك. ويجعل الحل الإيطالي لمعضلة تدفق المهاجرين طريقة ''لإفراغ حوض الحمّام'' كما جاء في عبارة قالها أومبرتو روسي، زعيم رابطة الشمال الحزب المناهض للمهاجرين وحليف حكومة سيلفيو برلوسكوني. ويتكدس معظم المهاجرين الذين نقلوا تدريجيا إلى الأراضي الأوروبية في ظروف صحية مزرية في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية جنوب صقلية، لكن نقلهم أثار مشكلة في غيرها من مناطق إيطاليا وتحفظات شديدة. ويتواجد المهاجرون حاليا إما في مراكز احتجاز ''للتعرف على هوياتهم'' أو في مخيمات أقامتها السلطات في منطقة بولي جنوب شرق شبه الجزيرة الإيطالية. وطالبت إيطاليا، خلال الأسابيع الأخيرة، عبثا حتى الآن، بمساعدة الاتحاد الأوروبي، بينما تصاعد التوتر لا سيما مع فرنسا التي أعلنت، مساء الأربعاء، من جانبها أنها ستشدد ظروف استقبال المهاجرين والتي تعتبرها روما ''غير متضامنة'' بما فيه الكفاية. ويزور غيان روما بهدف ''تحديد نظام تدخل مشترك كي تتمكن فرنسا وإيطاليا من إشراك كافة دول الاتحاد الأوروبي''، كما قال ماروني.