أطاحت فرقة الدرك الوطني بحجوط في تيبازة، بعصابة مختصة في النصب والاحتيال وتزوير المحررات والصكوك، يتزعمها شخصان انتحلا صفة عقيد وملازم في الجيش. واستولت العصابة على 11 مليار سنتيم من مؤسسات خاصة وفلاحين، وحتى صناعيين بشرق ووسط وغرب البلاد، وكانت على وشك تحويل مبلغ 75 مليارا من إحدى الشركات الكبرى بوهران. حسب ما أكده مصدر رسمي بمجموعة الدرك الوطني بتيبازة، فإن توقيف العصابة تم بناء على شكوى قدمها فلاح ''ط. س'' من بورفيفة وقع ضحية لقائد العصابة ''ح. ع. أ'' الذي اتصل بالفلاح هاتفيا وادعى أنه عقيد في الجيش مكلف بالتموين، وطلب منه شراء كمية 200 طن من البطاطا بسعر 30 دج للكلغ بدل 23 دج. وقال العقيد المزيف للفلاح إنه سيرسل إليه سند طلب وصكا بنكيا ''سوسيتي جنرال'' ممضيا على بياض يحمله إليه الملازم المزيف ''ع''. في اليوم الموالي وصل الملازم الأول المزعوم وسلم للفلاح الوثائق المزورة، ثم بدأت على الفور عمليات نقل البطاطا. وعند وصول الكمية إلى 180 طن، تلقى الفلاح اتصالا من العقيد المزيف طالبا منه التوسط لدى فلاح آخر لشراء كمية مماثلة، فدله على فلاح من العفرون ''م. أ''، وتسلم هذا الأخير من العقيد المزيف وثائق مزورة عبارة عن سند طلب 200 طن من البطاطا وصك بنكي صادر عن بريد الجزائر، ونجح في إقناعه. ثم انطلقت عملية التحويل بواسطة شاحنات كان يقودها أحد أفراد العصابة ويوصلها إلى صاحب مخزن بأولاد يعيش ''ك. أ''، وتمت العملية بتحويل 90 طنا من العفرون و120 طن من فلاح آخر من غليزان. وفي نفس الفترة تمكنت العصابة من الإيقاع بضحية آخر ''ف. ح'' من بومرداس، وسرقت منه كمية 270 طن من البطاطا، 40 طنا من البصل، 18 طنا من الموز، 17 طنا من التفاح. وموازاة مع ذلك، اكتشف الفلاح الأول ''ط. س'' أنه وقع ضحية لنصب واحتيال العقيد المزيف، خاصة بعدما أقفل هاتفه واختفى أثره، بعدها انطلق الضحية مباشرة لمصالح الدرك، وتمكنت هذه الأخيرة من ضبط موعد مع عناصر العصابة لأنها كانت في اتصال مع أحد الضحايا الذي تربطه علاقة مع الضحية الأول. وبعد قدوم صاحب المخزن وشخص آخر تم القبض عليهم في أحمر العين، ويتعلق الأمر ب''ك. أ'' من برج البحري، مكلف بالتخزين، ''ج. م'' من بني مراد، ''ه. ح''من أحمر العين مكلف بالنقل ''ت. ر'' من موزاية. وعقب التوقيف تمت مداهمة المستودع الكائن بأولاد يعيش بالبليدة، فتم استرجاع 83 طنا من البطاطا، فيما قدرت قيمة السلع التي تم بيعها ب5,2 مليار سنتيم. وإثر مداهمة منازلهم تم حجز وثائق مزورة وصكوك منسوخة، كما اكتشفت عمليات احتيال ضخمة، منها سند طلب بمبلغ 7 ملايير سنتيم لشركة ''أطلس شيمي'' بتلمسان، وسند طلب بقيمة مليار و140 مليون لشركة ''لابال'' حيدرة، وسند طلب 50 ألف طبق بيض من مؤسسة تربية الدواجن بعين بسام بقيمة مليار سنتيم، إضافة إلى سند طلب بقيمة 75 مليار سنتيم وصك بنكي موجه إلى شركة زيت العافية بوهران، فيما تم تحديد هوية الضباط المزيفين.