اتهم وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أمس، بعض الأطباء المقيمين والطلبة باستغلال الإضراب والمسيرات في قضايا لا علاقة لها بالمسائل البيداغوجية. واعتبر بأن الوزارة على أتم الاستعداد لاستئناف الدراسة وتجنّب شبح السنة البيضاء. أوضح الوزير رشيد حراوبية، لدى افتتاحه الدورة الاستثنائية للندوة الوطنية لعمداء كليات العلوم الطبية بالجزائر من أجل دراسة مشاكل طلبة الصيدلة والطب وجراحة الأسنان وكذا الأطباء المقيمين بفندق الرياض بالعاصمة، بأن ''تجاوزات سجلت خلال الإضرابات والاعتصامات والمسيرات التي قادها الطلبة''. وأضاف الوزير بأن ''تحريفا وتلاعبا حدث خلال الفترة الماضية، من أجل إبعاد المطالب التي تقدم بها المحتجون عن مسارها البيداغوجي المشروع''. ولمّح المتحدث إلى التوظيف السياسي لبعض المطالب التي دعا إليها بعض الطلبة، ك''إسقاط النظام'' و''رحيل وزير التعليم العالي والبحث العلمي''. وأشار الوزير رشيد حراوبية إلى أن ''المسائل البيداغوجية لا يمكن لأي إدارة، ولو كان وزير التعليم العالي، أن يبت فيها، بعيدا عن اللجان البيداغوجية في إطار الندوات''. واستغرب وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن يعتصم طلبة جراحة الأسنان أمام الوزارة، بسبب مطالب كان يمكن حلها على مستوى الجامعات. ووجّه تحذيرات لرؤساء الجامعات بخصوص تجاهلهم لمطالب الطلبة، على الرغم من أن حلها ممكن على مستواهم. كما قال الوزير بأن الأسرة الجامعية على استعداد تام لاستئناف الدراسة واجتياز الامتحانات، في تخصصات الطب والصيدلة وجراحة الأسنان. من جهته، أفاد وزير الصحة وإصلاح المستشفيات، جمال ولد عباس، بأن ''الإضراب غير الشرعي للأطباء المقيمين صدر بحقه حكم من العدالة، لكن لم يتم تطبيق القرار بهدف تهدئة الوضع وفتح باب الحوار''. واعتبر بأن ''التخلي عن الخدمة المدنية للأطباء المقيمين لا يمكن أن يكون دون دراسة معمّقة وقوانين ومراسيم''. أما ممثلو الطلبة، فأكدوا بأن استئناف الدراسة وتوقيف الإضراب الذي دام أزيد من شهر ونصف، لن يتم إذا لم تتوصل الندوة إلى قرارات تتماشى وتطلعات الطلبة. كما سيتم عرض النتائج التي توصلت إليها اليوم. وأقر ممثل الأطباء المقيمين بأن ''المقترحات التي نتقدم بها في الورشات لا يمكن التراجع عنها، لأنها حق مشروع''.