بوجمعة غشير: المغاربة كانوا أكثر تشددا من المعارضة الليبية في محاولات إدانة الجزائر قال علي زيدان، ممثل الثوار الليبيين في الخارج، وعضو الرابطة الليبية لحقوق الإنسان، إنه ''ليس جازما'' بخصوص الاتهامات التي كيلت للجزائر على أنها أرسلت مرتزقة للقتال إلى جانب قوات القذافي، بينما يسعى المغاربة إلى التمسك بقشة تدين الجزائر في هذا الشأن. أوضح بوجمعة غشير، رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، في تصريح ل''الخبر'' أنه طلب من علي زيدان، وهو من أقدم المعارضين في ليبيا، أن يقدم الإثباتات المتصلة باتهام الثوار الليبيين الجزائر بأنها أرسلت مرتزقة للقتال إلى جانب قوات القذافي. وجاء ذلك في لقاء بين بوجمعة غشير والمعارض الليبي، في الرباط خلال اجتماع للتنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان، بداية الأسبوع الجاري، وطلب منه أن يقدموا دلائل بشأن التصريحات الخطيرة للمعارضين في ليبيا، وإرسال أحد نشطاء حقوق الإنسان الليبيين رسالة ''يدعي فيها أن الثوار ألقوا القبض على مرتزقة جزائريين، أكدوا أنهم جندوا من طرف المخابرات الجزائرية''. وأوضح غشير أن زيدان رد بالقول إنه ''ليس جازما حيال القضية، وأن أشخاصا يطرحون مثل هذه الأمور بناء على معلومات تداولت في هذا الشأن''. وطلب رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان من ممثل المعارضة في أوروبا في رسالة موثقة ''إيفادنا بأسماء المرتزقة الجزائريين وهوياتهم الكاملة''. وجاء في الرسالة التي تحصلت ''الخبر'' على نسخة منها: ''تتداول بعض وسائل الإعلام تصريحات لأعضاء مجلس الثورة، مفادها أن بين المرتزقة الذين يحاربون في صفوف قوات القذافي، جزائريون، وأن استنطاق الأسرى منهم أكد أنهم جندوا وأرسلوا من طرف الأجهزة الجزائرية، وحتى تتمكن الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان من اتخاذ الموقف المناسب تجاه هذا الوضع - إن كان حقا- والذي يرفضه الجزائريون، نرجو تزويدنا بأسماء الأسرى وتواريخ ميلادهم ومكانه ورقم جواز السفر - إن كان - ومكان إصداره وصورهم مع ذكر الجهة الأمنية الجزائرية التي جندتهم''. وأبلغ رئيس الرابطة، ممثل المعارضة الليبية في أوروبا أن ''الشعب الجزائري لا يمكنه أن ينسى وقفة الشعب الليبي إلى جانبه خلال ثورة التحرير ولا يمكنه قبول استمرار هيمنة القذافي على أحرار ليبيا، وبالمآل يرفض رفضا مطلقا أي مساعدة للقذافي وأنصاره مهما كان نوع المساعدة، فما بالك بإسناده بمقاتلين''. وأثار غشير قضية المعارض الليبي منصور الكيخيا، وأورد ''كما تعلمون كان معارضا شرسا لنظام القذافي ومدافعا مخلصا عن حقوق الإنسان. وقد دخل القاهرة بجواز سفر جزائري، لذلك فإنني أقع في حيرة عند سماع مثل هذه التصريحات''. ويذكر المتحدث أن المعني تم اختطافه في القاهرة من قبل المخابرات الليبية وبتواطؤ مع المخابرات المصرية. وأكد غشير أن اجتماع تنسيقية حقوق الإنسان المغاربية بالرباط، شهدت ما يشبه محاكمة مغربية للجزائر، وكان المغاربة أحرص من الليبيين أنفسهم على إدانة الجزائر في الملف الليبي، حيث طلبت إحدى المنظمات المغربية إدانة الجزائر كونها أرسلت مرتزقة إلى ليبيا، اعتمادا على تصريحات منظمة حقوقية لم تذكرها بالاسم. وأظهر اجتماع التنسيقية تحالفا بين جمعيات مغربية وأطراف في فرنسا من أجل إدانة الجزائر، وعملا حثيثا بين الأطراف المعادية للجزائر، انخرطت فيه الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، بينما طرح دور ''مهم'' لمنظمات حقوق الإنسان في إسناد الدول الباحثة عن خيوط توريط الجزائر في المستنقع الليبي، وتأكيد فرضية دعم الجزائر لقوات القذافي، وإظهارها بمظهر المعادي لحقوق الإنسان، خاصة من قبل فرنسا التي تبحث عن إدانة حقوقية ''غير حكومية''، باعتبارها أكثر مصداقية من الإدانة الرسمية لأي دولة. ويرى غشير أن في الأمر ''تحديا للقانون الدولي الذي لا يقبل أن تنخرط جمعيات حقوقية في مساع من شكل دعم ''تسليح المعارضة'' في ليبيا أو في أي بلد آخر. والغريب في الأمر أن من سعى إلى إزالة غضب المغاربة واتهاماتهم للجزائر خلال اجتماع التنسيقية المغاربية هو المعارض الليبي علي زيدان، الذي دعاهم إلى الكف عن مثل هذه الاتهامات، وأكد أنه سيتدخل في وسائل إعلام عربية ثقيلة من أجل ''توضيح الأمور''، بينما قال رئيس الرابطة الجزائرية ''أتعجب كيف توجه مثل هذه التهم للجزائر وهي كانت دائما ملجأ للمعارضة الليبية الجادة''.