اختطاف دبلوماسي سعودي في صنعاء بعد يوم من إعلان الحزب الحاكم قبوله بالمبادرة الخليجية كحل للأزمة التي تضرب اليمن، خرج الرئيس صالح، في تصريح إعلامي تعهد فيه بعدم تسليم السلطة في بلاده إلا من خلال انتخابات عامة، معتبرا الدعوة إلى تنحيه عن السلطة ''انقلابا على الشرعية الدستورية''. وأكد صالح لقناة ''بي بي سي'' باللغة العربية''، أمس، أن تنظيم القاعدة ينشط داخل معسكرات الجيش المنشقة عنه، وفي صفوف المتظاهرين المطالبين بتنحيه عن الحكم، وحذر الدول الغربية من أن ''المطالبين بإسقاط حكمه الآن باتوا خليطا من الناصريين والإخوان، بالإضافة إلى تنظيم القاعدة، وللأسف الغرب الذي من المفترض أن يقف إلى جانب الشعوب في محاربة الإرهاب، لا يفعل الشيء نفسه في اليمن''. واتهم صالح الغرب بالتغاضي عما وصفه بالأعمال التخريبية لتنظيم القاعدة في اليمن، محذرا من أن الغرب ''سيدفع ثمن ذلك غاليا''. وتنص المبادرة الخليجية على أن يتنحى الرئيس اليمني الذي واجه حكمه احتجاجات في الشوارع دخلت شهرها الثالث، ويسلم السلطة لنائبه بعد شهر من التوقيع على اتفاق مع المعارضة، وسوف يحصل علي عبد الله صالح بالمقابل على حصانة من الملاحقة القانونية. بالمقابل، لا زالت الاحتجاجات مستمرة في المدن الرئيسية باليمن، حيث يواصل المحتجون اعتصامهم في ميدان التغيير بالعاصمة، بالقرب من جامعة صنعاء، مركز الثورة الشعبية التي بدأت في 27 جانفي الماضي. كما تستمر المظاهرات في مدينة تعز حيث توجه أكثر من ألف شخص في مسيرة إلى مكتب حاكم المدينة. وفي مسيرتهم، واجه المتظاهرون حاجزا من قوات الجيش التي منعتهم من المرور، فعادوا إلى ميدان الحرية، وكان المتظاهرون يحملون لافتات كتبت عليها شعارات تطالب صالح بالتنحي، ويهتفون: ''يا دول الجوار! لا للتفاوض.. لا للحوار''، في إشارة إلى مبادرة مجلس التعاون الخليجي. على الصعيد الأمني قتل أربعة من أفراد القوات الحكومية اليمنية، كما لقي مسلح يتبع الحراك الجنوبي مصرعه، أمس، في تجدد الاشتباكات بمحافظة لحج، جنوبي اليمن، وفقا لما نقلته مصادر إعلامية عن مسؤول أمني محلي. من جانبها، أكدت الخارجية السعودية، أمس، اختطاف أحد دبلوماسييها باليمن، ويدعى سعيد المالكي، وشددت على أن هناك اتصالات مع السلطات الأمنية في صنعاء لتسريع الإفراج عنه. وكان مسلحون يمنيون اختطفوا المالكي، في وسط العاصمة اليمنية صنعاء، أثناء توجهه إلى مقر عمله في السفارة السعودية. وأفاد السفير السعودي لدى اليمن، علي الحمدان، بأن السفارة أجرت اتصالا بالدبلوماسي المختطف واطمأنت على حالته، موضحا أن هناك وساطات من الجانبين السعودي واليمني للتوصل إلى وسيلة للإفراج عن الدبلوماسي.