تصدر مذكرات موريس بابون، محافظ الشرطة الفرنسية بين 1958 و1967، هذا الأسبوع في باريس. وأوضح الناشر جان بيكوليك أن بابون سلم له مذكراته سنة 2007، ولم تنشر حينها بسبب خلافات بين أفراد عائلته بخصوص حقوق المؤلف. قال بيكوليك، في تصريح ليومية ''لوفيغارو'' الفرنسية، إن ''المذكرات تتحدث عن ظروف محاكمة بابون، وسنوات خدمته تحت نظام فيشي الموالي للنازية''. كما يتحدث عن ''قضية مترو شارون بباريس'' خلال حرب الجزائر، حيث أصدر بابون أوامر بإلقاء الجزائريين في نهر السين خلال مظاهرات أكتوبر .1961 وكان القضاء الفرنسي قد أصدر حكما بعشر سنوات سجنا في حق موريس بابون بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بسبب ضلوعه في إرسال يهود فرنسا إلى المحرقة خلال الحرب العالمية الثانية، بينما بقيت الجرائم التي ارتكبها في حق الجزائريين في طي النسيان. ومات بابون في فيفري 2007 دون الحديث عن مسؤوليته في جرائم أكتوبر .1961 ويعرف عن عدد من المسؤولين الفرنسيين لجوؤهم للاعتراف بجرائمهم خلال كتابتهم لمذكراتهمّ، على غرار ما جرى مع الرائد بول أوساريس. ومن بين المسائل التي ينتظر أن تتناولها مذكرات موريس بابون ضلوعه في التعذيب الممارس بمزرعة أمزيان بضواحي قسنطينة، لما كان يشغل منصب محافظ جهوي للشرق الجزائري (عمالة قسنطينة) بين 1956 و.1958 ويذكر المؤرخ الفرنسي إيف كوريير أن بابون شجع التعذيب الممارس على المجاهدين بالمزرعة المذكورة، لكنه لزم الصمت، وشجع إنشاء خلايا استخباراتية لمتابعة المجاهدين على مستوى الولاية الثانية والسماح بممارسة التعذيب، وتشجيع سياسة الاندماج. وهذه الخبرة التي اكتسبها بابون في قمع الثورة الجزائرية هي التي أدت بموريس بورغيس مانوري، وزير الدفاع الفرنسي لاختياره في منصب محافظ الشرطة لقمع جبهة التحرير الوطني على التراب الفرنسي.