ارتفعت في الأيام الأخيرة مؤشرات التهريب لقائمة موسّعة للمواد الغذائية والوقود على طول الشريط الحدودي بين تبسة وتونس على مسافة تقارب ال300 كم، حيث تظل مواكب سيارات الترقيم الخليجي ذات الدفع الرباعي وسيارات سياحية أخرى، تحتل الطريق الرابط بين عاصمة الولاية والحويجبات عبر بكارية. وتفيد معلومات تحصلت عليها ''الخبر'' عن توظيف عصابات مهرّبي الوقود والمواد الأخرى بتبسة مئات المركبات القديمة والجديدة، تعمل على مراقبة وضعيات الحواجز الأمنية للدرك والشرطة والجمارك، ويتقاضى أصحابها مبالغ ما بين 4 آلاف و7آلاف دينارا مقابل تقديم معلومات عن أماكن تواجد الحواجز الأمنية، وذلك لتأمين مواكب سيارات نفعية تنزع الترقيم الأمامي والخلفي، وتنطلق بعد شحنها من أحياء سكنية بعاصمة الولاية، تستغل كمخازن للمازوت والإسمنت. ويقود بعض الشباب هذه المركبات بسرعة جنونية يخرقون بها في وضح النهار قانون المرور، من حيث التجاوز الخطير والسير في كل الاتجاهات، واحتلال الأرصفة، وتهديد أصحاب المركبات الأخرى من مستعملي الطريق. وعاينت ''الخبر'' هذه الوضعية، حيث باتت هذه المافيا تسيطر على كل منافذ بلديات تبسة ثم الطريق الرابط بين عاصمة الولاية وبكارية في اتجاه الحويجبات والحدود التونسية مباشرة. وأغلقت عشرات السيارات من ''الكشّافات'' جزءا من الطريق الرابط بين دار الطفولة ببكارية إلى غاية المسالك الريفية بالخنقة. ويُمنع أي مواطن من استخدام الطرق المجاورة في حالة وجود موكب للمهربين. في مقابل ذلك لقي مهرّب مصرعه في ملاحقة بنقرين جنوبتبسة، مساء أول أمس، بعد أن تعرّض لطلقات تحذيرية من طرف فرقة حرس الحدود. وفي سياق متّصل تشهد أسواق تبسة، وحتى بعض الولايات المجاورة كخنشلة وأم البواقي، ندرة حادة في بعض المواد الغذائية كالسميد والفرينة وملابس الصيف، بعد أن ارتفع الطلب عليها من قبل العائلات التونسية والمهرّبين. ويقرّ سكان تبسة أن السميد الجزائري بدأ يختفي من المحلات على خلفية عصابات المهرّبين، التي تشتريه من تجار الجملة وسماسرة المطاحن بأثمان مضاعفة ليعبر الحدود ويضيف أرباحا جديدة لمافيا التهريب.