أوقفت مصالح الأمن المتخصصة في مكافحة الإرهاب شخصين بشبهة الانتماء لجماعة إرهابية، وضبطت لديهما 7 ,1 مليون أورو ومسدسات خفيفة ووثائق. ويعتقد المحققون بأن الأمر يتعلق بجزء من فدية مالية قدمت لتحرير الرهائن الغربيين لدى فرع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب. وأخضعت مصالح الأمن أوراق نقدية ضبطت لدى شخصين متهمين بالإرهاب في الجنوب للفحص بمخابر خاصة، وطلبت بيانات من بنوك كبرى في إطار مكافحة تبييض الأموال، للتعرف على مصدر 7 ,1 مليون أورو، و40 ألف دولار، وآخر مكان تم تداولها فيه، وذلك في إطار التحقيق حول فدية مالية محتملة حاول أحد أقارب الإرهابي أبوزيد تهريبها عبر الطريق الوطني رقم واحد من أقصى الجنوب إلى العاصمة. وأوقفت مصالح الأمن في عملية خاصة تم التخطيط لها على مدى عدة أسابيع في موقع يبعد ب180 كلم شمال تمنراست، عضوين من فرع تنظيم القاعدة في الساحل أحدهما من أقارب الإرهابي عبد الحميد أبوزيد ''حميد السوفي''، وضبطت لديهما 7, 1 مليون أورو يعتقد بأنها جزء من فدية قدمتها جهات مقابل الإبقاء على حياة الرهائن الفرنسيين والإفراج عنهم لاحقا. وكشف مصدر على صلة بالتحقيق في القضية بأن الموقوفين جزائريان، أحدهما ينحدر من دائرة المنيعة والثاني من ولاية وادي سوف وهو من أقارب الإرهابي أبو زيد، وكان محل بحث من طرف مصالح الأمن في الجنوب منذ عام .1998 ويواجه الموقوفان تهمة المشاركة في أعمال إرهابية وتهريب أموال ومخالفة قانون النقد. ولم يستبعد مصدرنا أن توجه العدالة تهمة الخطف للمطالبة بفدية، للإرهابيين الموقوفين في حال اعترافهما بأن الأموال المحجوزة هي جزء من فدية، مقدمة لضمان حياة الرهائن الفرنسيين المحتجزين لدى فرع تنظيم القاعدة في الساحل. وأفاد مصدر عليم بأن الأموال المحجوزة دخلت الجزائر عبر مسلك صحراوي قريب من بلدة تيمياوين يربط الجزائر بمالي، وكانت في طريقها إلى الجزائر العاصمة لتسليمها لمقربين من أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب. ولم يستبعد مصدر مقرب من التحقيق أن توصي مصالح الأمن بتوجيه تهمة خطف رهائن فرنسيين والحصول على فدية لكل من الموقوفين والإرهابي حمادو عبيد ''حميد السوفي'' و3 أعضاء آخرين في فرع تنظيم القاعدة في الصحراء، وأن تشمل لائحة الاتهام كل من يحي أبو عمار ومختار بلمختار و3 موريتانيين آخرين بالإضافة إلى شخص رابع من تمنراست توبع بتهم ممارسة التهريب، ويعتقد بأنه أحد المقربين من أبو زيد. وأكدت مصادرنا أن مصالح الأمن الجزائرية علمت بأن حمادو عبيد تسلم عبر وسطاء قبليين خلال بداية شهر جوان في منطقة كيدال مبلغا ماليا كبيرا، وقرر نقل جزء منه إلى قيادة قاعدة المغرب في الشمال. وأوصت محاضر السماع وتقارير مصالح الأمن الخاصة بعمليات حجز 5 شحنات من الكيف المعالج منذ عام 2009 في مناطق قريبة من تينزاوتين وتيمياوين بأقصى الجنوب، بتوجيه تهمة تهريب المخدرات ل5 أشخاص منهم حمادو عبيد القائد العسكري لتنظيم قاعدة المغرب في الساحل. وكشف مصدر مقرب من التحقيق في قضايا تهريب مخدرات بأن أحد المتهمين في قضية تهريب 5 ,1 طن من الكيف في بشار، اعترف باقتطاع أموال وتسليمها لإرهابيين يرتدون الزي الأفغاني مقابل السماح لهم بالمرور. ويعتقد المحققون بأن المسلحين الذين يرتدون الزي الأفغاني ينتمون على الأرجح لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الذي يقود وحداته العسكرية في شمال مالي، الإرهابي حمادو عبيد الذي يلقبه المهربون وقبائل توارق شمال مالي ب''حميد السوفي''، ولهذا أوصت محاضر التحقيق في عدة قضايا ثقيلة بتوجيه تهمة التهريب إليه. وتتجه التحقيقات في جريمة قتل حرس الحدود في تينزاوتين إلى اعتبار أن الجريمة تمت لتسهيل عمل المهربين، بحيث نفذ الإرهابيون في كتيبة طارق بن زياد لحساب المهربين عدة اعتداءات ضد فرق الجمارك الجزائري، أهمها مقتل 13 جمركيا في منطقة الشبابة بالمنيعة على يد الجماعة السلفية، وتعرض جمركيون لاعتدائين مسلحين على الأقل في إقليم ولاية بشار في عامي 2006 و2007 تم خلال أحدهما تجريد أعوان جمارك من أسلحتهم، إضافة لعدة اعتداءات ضد حرس الحدود في ولاية بشار المعروفة كممر للتهريب.