أثار سلّم بيع حقوق البث والتوزيع واستغلال البرامج الوطنية في التلفزيون الجزائري، ردود فعل متباينة بين مستبشر بهذه الخطوة ومنتقد لها. السلم إهانة ينبغي عدم السكوت عنها واستغرب المخرج والمنتج أحمد راشدي ''خرجة'' التلفزيون الجزائري، خاصة فيما يخص إنتاج الأفلام، قائلا إنه غير المعقول ولا ينطبق على سوق السينما. وقال راشدي إن التلفزيون قد أقصى الأفلام ذات النوعية العالية، وأنه يريد أن يحط من المستوى أكثر بدلا من أن يرفعه، مضيفا أن هناك قناة وطنية واحدة يمكنها شراء وإنتاج الأفلام، فإن تخلت عن هذا الدور، فالجمهور الجزائري هو الخاسر الأول والأخير. نفس الموقف تبناه المنتج بشير درايس واصفا السلّم ب''التافه ولا يساعد على الإنتاج المحترف الذي يتقيد بالمعايير العالمية''، متسائلا ''على أي أساس نشتري فيلما أو سلسلة بالدقيقة؟ فالفيلم الذي يتطلب تصويرا خارجيا ومؤثرات خاصة، ليس له نفس ميزانية فيلم يصور بين أربعة جدران، بالإضافة إلى أسعار الممثلين الذي يختلف بين المبتدئ والنجم''. وأبرز المتحدث أن لكل فيلم ميزانيته الخاصة، منتقدا موقف التلفزيون بالقول ''كل تلفزيونات العالم منتجة، أو تساهم في الإنتاج المحلي''. من جهته اعتبر حكيم دكار أن الأسعار المقترحة لا ترقى إلى مستوى التطلعات، ولا حتى تكاليف المسلسلات البسيطة، فما أدراك بمسلسلات ذات نوعية جيدة، وقال دكار ''المسلسل الجيد يتطلب تقنيات وفنيات احترافية، فالمسلسل العادي في سوريا يكلف 50 ميليون دينار جزائري، والإنتاج في الجزائر صعب، والبنوك لا تعترف بقرض الإنتاج الفني، ولا يوجد رجال أعمال يهتمون بهذا الجانب''. وأطلق المنتج لخضر بوخرص النار على التلفزيون الجزائري، متّهما إيّاه بتفصيل السلّم على مقاسه الخاص، و''لمصلحة بعض الأطراف التي تسعى لضرب الإنتاج الوطني''، متحدّيا هذا الأخير بكشف السلّم الخاص بالأعمال التلفزيونية التي يشتريها من الخارج، مضيفا أن إعلانه عن طريق الأنترنت ودون استشارة المنتج الجزائري هو ''إهانة ينبغي عدم السكوت عنها''. أما المنتجة باية الهاشمي فأبدت تحفّظها على السلّم، قائلة إنه بعيد كلّ البعد عمّا يجب توفيره للمنتج الجزائري، وأنه يتناقض مع الخطاب الذي يُروّج حول تشجيع الدولة للإنتاج الوطني. كما استنكرت إعلان مؤسّسة التلفزيون عن السلّم دون العودة إلى الشريك الأساسي المتمثّل في المنتجين، محمّلة المسؤولية لمدير التلفزيون، عبد القادر علمي، الذي قالت إنه لم يلتق بالمنتجين منذ تولّيه المنصب في أواخر العام .2008 هو خطوة جديدة إلى الأمام فيما رحّب المنتج محمّد صحراوي بالسلّم الجديد، معتبرا أنه سيكون خطوة جديدة إلى الأمام، لكنه ربط ذلك بجملة من الشروط، مثل تحديد المعايير التي يُمكن تصنيف الأعمال التلفزيونية من خلالها، في واحد من المستويات الثلاثة، ''كما يجب أن تكون اللجنة المكلّفة بذلك معروفة وتتمتع بالكفاءة والنزاهة''، على حدّ تعبيره. وأضاف صاحب شركة إنتاج ''بادي فيزيون'' أن الأطراف الثلاثة، المتمثلة في المنتج والمنتج المنفّذ والمشاهد، ستستفيد من السلّم في حالة تطبيقه بالشكل السليم. ويرى المنتج ياسين بوجملين أن هناك تحسنا في السلم الحالي مقارنة مع السابق، ووصفه بالمشجع خاصة للمنتجين الصغار، ولكنه يبقى في حدود المتوسط، كما أعرب عن إعجابه بفتح المجال أمام كل أصناف الإنتاج السمعي البصري. وهو الرأي الذي ذهب إليه المنتج عبد الغاني بوغريرة، صاحب ''أنتينيا للإنتاج''، الذي وصف السلّم الجديد بالمريح والجيد، مردفا ''الآن سيمكن لكل منتج إظهار جودة إنتاجه من عدمها، وسيتسنى لنا العمل طيلة أيام السنة، ومن جهتي لا أجد في السلم أي عيب، بل إني أفضّل أن أنتج العمل ثم أعرضه على التلفزيون ليرى إمكانية انتقائه''. وكشف المنتج في نفس السياق أن المشاهد الجزائري لن يتابع السلسلة الفكاهية ''على الخط''2، التي كان من المنتظر عرضها على المشاهد رمضان المقبل، رغم حصوله على موافقة لجنة القراءة، مضيفا ''انتظرت في بادئ الأمر الحصول على التمويل المالي من التلفزيون الجزائري كما جرت العادة، لكن أخبروني بأن هناك سلّما جديدا سيعتمد هذه المرة، وعليّ انتظاره، وهو ما كان، ومع ضيق الوقت ارتأيت التريث وإنتاج العمل بعد رمضان''.