سيرين، نور الدين والمرحومة أميمة.. هي أسماء لأطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات، ابتلوا منذ ولادتهم بثقب في القلب، حرمهم اللعب والدراسة، وجعل الموت يتهدّدهم في كل لحظة، في ظل ضعف ومحدودية التكفل بحالتهم في مستشفيات الوطن، ورفض المسؤولين تسفيرهم للخارج لتلقي العلاج، كما هو حال الطفلة ''أميمة'' التي ماتت قبل شهر. لا تزال سيرين مبرك، في السابعة من عمرها وتلميذة في الثانية ابتدائي، تعاني هي الأخرى من ثقب في القلب. ونظرا لضعف مدخول عائلتها المكونة من 7 أفراد، تعيلهم والدتها كون الأب بطالا، فإن شراء الدواء وتوفيره لها، تقول أمها، أصبح تحديا كونه نادرا بالصيدليات، وهو دواء ''ديكوكسين''. وحسب الطبيب المعالج لحالة سيرين بمستشفى القالة، فإن حالتها تتطلب إجراء عملية جراحية بالخارج قبل بلوغها سن العاشرة. أما الطفل رحمون نور الدين، ذو الثماني سنوات، فتعتبر حالته الأخطر، كونه خضع لعمليتين جراحيتين غير ناجحتين بأحد مستشفيات عنابة، وينتظر أن يخضع للثالثة في ظرف لا يتجاوز شهرين مع احتمال ضئيل جدا لنجاحها. ونظرا لاهتزاز ثقة عائلته في المستشفيات المحلية، فإنها راسلت وزيرا الصحة والتضامن لتحويل ابنها نحو الخارج لإجراء هذه العملية المصيرية، كون أن هناك حالات شفيت، خاصة أن الطفل نور الدين يعاني بالإضافة إلى ثقب في القلب، من انسداد في شرايين القلب، وهو ما انعكس سلبا على دراسته وحال عائلته المحدودة الدخل المكونة من 6 أفراد. ولأن خبر وفاة أميمة شاع بين هذه العائلات، فإن تخوّفاتهم من تلقي فلذات أكبادهم نفس المصير حوّل حياتهم إلى جحيم، في ظل صمت المسؤولين واستهانتهم بآلام هؤلاء الأطفال الذين لا حول ولا قوة لهم.