كشفت صحيفة نصف شهرية، تهتم بمنطقة ''الآيير'' الواقعة شمال النيجر، بأن أولى إفادات التحقيق الذي تجريه السلطات الأمنية النيجرية منذ أسبوعين، مع مهرّب أسلحة ليبية يدعى عبتة حمايدي، تتهم جهات موالية للقذافي بتدبير خطة لتسليم ترسانة من الأسلحة الليبية لتنظيم القاعدة بالساحل الإفريقي، مقابل تسلم الرهائن الفرنسيين المختطفين من قبل التنظيم منذ 16 سبتمبر .2010 وأفادت نفس المصادر أنه كان في نية ''موالاة'' القذافي استخدام الرهائن كورقة ضغط أو حتى للاحتماء بهم كدرع بشري من قنابل وقصف حلف الأطلسي المستهدفة لنظام القذافي. وتفيد المعلومات المستمدة من صحيفة ''آيير آنفو''، بأن اعترافات مهرّب الأسلحة عبتة حمايدي قد تتفرخ سياسيا، خلال الأيام القادمة، إلى فضائح من العيار الثقيل، وهو الذي كان قد سلم نفسه للسلطات الأمنية النيجرية، ثلاثة أيام بعد العملية التي نفذتها القوات النيجرية في إقليم آرليت بمنطقة أغاديز، ضد قافلة من ثلاث سيارات رباعية الدفع، في 12 جوان، وأسفرت عن مصرع جندي وجرح أربعة آخرين والقضاء على سائق، بالمكان المسمى ''إينغال'' غرب منطقة أغاديز، فيما تمكنت اثنتان من الاختفاء في الفيافي باتجاه شمال مالي. وتمكنت القوات النيجرية، خلال هذه العملية، من ضبط 640 كلغ من المتفجرات و435 أداة تفجير ومبلغ 90 ألف دولار أمريكي نقدا على متن السيارة المحجوزة. وتبقى المخاوف متصاعدة، حول حمولة ومصير السيارتين المختفيتين اللتين تكونان بلغتا أيادي التنظيم الإرهابي. وتتهم أولى اعترافات مهرّب الأسلحة أمام السلطات الأمنية النيجرية القائد السابق لتنظيم متمردي منطقة الآيير ''الحركة النيجرية من أجل العدالة'' المسمى''، أغالي ألامبو''، بتدبير العملية مع طرابلس القذافي، وبأنه سافر مرتين في ذات السياق إلى ليبيا، الأولى نهاية أفريل والثانية نهاية ماي المنقضيين، للقيام بالتعاطي الميداني لتنفيذ عمليتي عبور الأسلحة على الحدود من الأراضي الليبية نحو مالي مرورا بالنيجر والحدود الجزائرية، وفي المقابل عبور الرهائن الفرنسيين في الاتجاه المعاكس لتسليمهم إلى فلول القذافي. غير أن مسؤول حركة التمرد سابقا والذي يعد من أقوى شخصيات التهريب بالمنطقة، كلف شقيقه إبه ألامبو بدله في التعاطي مع المهرّب حمايدي للتمويه، مخافة أن يفتضح حجم العملية وتتخذ زخما إعلاميا وسياسيا وعواقب ذلك على حركته لاحقا. وفيما باشرت الاستخبارات النيجرية تحقيقا موازيا مع المهرّب حمايدي الذي تم الحجز عليه تحت النظر عقب تحويله إلى العاصمة نيامي، لتفكيك المزيد حول لغز تسليمه لنفسه بذات الطريقة، وإسراعه في الإدلاء باعترافات بهذه الخطورة، تعود إلى أذهان المتتبعين، التخوفات التي كان قد أطلقها الرئيس النيجري خلال عدة لقاءات دولية، حول الوضع الأمني بمنطقة الساحل والتي أعلن صراحة بأن المنطقة أمام أخطار التسارع نحو ''السودنه'' نتاج سوء تقدير التدخل الغربي في الوضع الليبي. فالحرب الليبية أيقظت بسرعة نعرات حركات التمرد مثلا في كل من شمالي مالي والنيجر، وشرعت هذه الحركات في حك جلدها بظفر الحرب الليبية، بداية من تصعيد في مطالبها، والتلويح بحمل عصا تنظيم القاعدة لتحقيق ما عجزت عنه طوال سنوات من الهدنة.