لا وجود لقوات أمريكية في الجزائر وملف نقل "افريكوم" لم يعد مطروحا نفى، قائد القوات البرية للقيادة الأمريكية لأفريقيا (أفريكوم) اللواء ديفيد هوغ، وجود أي جندي أو قوات أو قواعد عسكرية أمريكية في الجزائر، وقال أن ''مكافحة الإرهاب والقاعدة في الساحل مسألة جهوية''، كما جدد رغبة بلاده تعزيز التعاون الأمني مع الجزائر، من خلال برامج التكوين لفائدة، وقال بان وفدا عسكريا جزائريا سيزور واشنطن قريبا للتدرب على تقنيات تفكيك العبوات الناسفة، كما أعلن عن إجراء مناورات عسكرية بين البحرية الجزائريةوالأمريكية في البحر المتوسط، إضافة إلى تمرينات خاصة بالإنقاذ في حالة حدوث كوارث طبيعية. كذب اللواء دافييد هوغ قائد القوات البرية لأفريكوم المعلومات التي أوردتها قبل أسابيع صحيفة "لوكانار اونشيني" الفرنسية، بخصوص وجود قاعدة عسكرية أمريكية في الصحراء الجزائرية، وقال المسؤول العسكري الأمريكي خلال ندوة صحفية عقدها الاثنين، "لا وجود لأي عسكري أو قوات أو قواعد عسكرية أمريكية في الجزائر" وأضاف قائلا ''ليس لدينا أي قوة عسكرية في الجزائر، ولا ننوي التدخل بأي شكل من الأشكال في منطقة الصحراء والساحل''، معتبرا أن ''مكافحة الإرهاب والقاعدة في الساحل مسألة جهوية''. و ردا على سؤال حول ما إذا كانت الولاياتالمتحدة تنوي تحويل مقر أفريكوم نحو بلد إفريقي،تأجاب المسؤول الأمريكي أنه ليس هناك لا قرار و لا نية في القيام بذلك. وأضاف بأن هذا الموضوع لم يعد مطروحا، حيث قال "ليس هناك مشروع لنقل المقر ومن غير المقرر حتى دراسة إمكانية نقله"، مؤكدا أن أولوية قيادة الأفريكوم في الوقت الراهن هو التنسيق وتبادل المعومات مع دول إفريقيا، لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. في هذا السياقتصرح المسؤول الأمريكي يقول "ترتكز جهودنا على الوسيلة الكفيلة بإنجاح مهمتنا و تعزيز تعاوننا مع البلدان الإفريقية" مضيفا أن "انشغالنا الكبير يتمثل في إيجاد السبيل الأفضل الكفيل بالمساعدة على احترافية الجيوش بالبلدان الإفريقية التي تطلب ذلك". وأكد المسؤول العسكري الأمريكي، بأنه لا يمكن للأفريكوم أن تتدخل في أي دولة افريقية دون طلب من الدول المعنية، وذلك عن طريق سفاراتنا المعتمدة في هذه الدول، مؤكدا بأن قضية الأمن في الساحل قضية جهوية وإقليمية، و"ردنا يقتصر فقط على طلبات الدول المعنية"، حيث كشف أن دور الأفريكوم يقتصر على التنسيق وتبادل المعلومات، وأكد هوغ وجود عدة تحديات في إفريقيا بالنسبة لقيادة الأفريكوم، أهمها كيفية تحديث القوات الأمنية والعسكرية لهذه الدول. وأكد المتحدث، على أهمية الدور الجزائري في المنطقة هام وقيادي، نافيا أن تكون الجزائر قد تقدمت بطلب للأفريكوم للتدخل في منطقة الساحل، مؤكدا بأن العلاقات التي تربط الولاياتالمتحدةالأمريكية مع الجزائر كبيرة جدا في مجالي التنسيق والتعاون وتبادل المعلومات والخبرات، خاصة وأن الجزائر قطعت حسبه شوطا كبيرا في مجال مكافحة الإرهاب منذ 1991، مما جعل الولاياتالمتحدة تولي اهتماما بالغا بالتعاون مع الجزائر، حيث قال "لدينا الكثير لنتعلمه من الخبرة الجزائرية". ونوه قائد القوات البرية للقيادة العسكرية الأمريكية بإفريقيا (افريكوم) بالدور "الريادي" للجزائر في مجال مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل. وقال المسؤول الأمريكي أن "الوضع بمنطقة الساحل يعد مسألة إقليمية و أن الجزائر تلعب دورا رياديا في مكافحة الإرهاب بهذه المنطقة" و أضاف "نحن معجبين بالتقدم المحقق في هذا المجال". وبخصوص تدريب الأفريكوم للقوات البرية الجزائرية، نفى اللواء هوغ ذلك ''نحن لا نقوم بتدريبات في مكافحة الإرهاب لا في الجزائر ولا في دول الساحل''، موضحا ''نحن نقدم مساعدات تحت الطلب وحسب احتياجات الدول المعنية بمشكلات أمنية، ونقدم تدريبات قاعدية تتمحور أساسا في التعاون في مجال الاستعلامات، وتدريبات على العمل في المناطق الصعبة''، مشيرا إلى أن الرهان في إفريقيا هو تعزيز احترافية الجيوش والحصول على أفضل تكوين لجيوش القارة. وقال المسؤول الأمريكي، بأنه برمج مع المسؤولين العسكريين الجزائريين إجراء تمارين حربية مشتركة بين قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" والقوات البرية الجزائرية، وذلك خلال مطلع عام 2013، في إطار "تدعيم التعاون العسكري الثنائي بين الولاياتالمتحدةوالجزائر". أكد اللواء هوغ أن علاقات التعاون بين البلدين "ممتازة" في هذا المجال و قائمة على تبادل المعلومات و التجارب. و أضاف أن زيارته إلى الجزائر تهدف إلى تعزيز هذا التعاون أكثر خاصة في مجال التكوين. و من بين نشاطات التكوين المحددة من قبل الطرفين بالنسبة لهذه السنة ذكر نفس المتحدث بالتكوين في مجال تفكيك العبوات الناسفة مشيرا إلى برمجة زيارة لوفد عسكري جزائري إلى مركز عسكري أمريكي مختص. ورفض قائد القوات البرية للقيادة الأمريكية لأفريقيا (أفريكوم) اللواء ديفيد هوغ، التعليق على مضمون المعلومات والوثائق السرية للسفارة الأمريكية في الجزائر التي سربها موقع ويكيليكس والمتعلقة بزوايا مختلفة من الوضع السياسي والأمني في الجزائر. وقال اللواء ديفيد هوغ في ندوة صحفية عقدها في مقر السفارة الأمريكية في الجزائر، أمس ''أعتذر عن الأسئلة المتعلقة بوثائق ويكيليكس، لقد تلقيت أوامر بعدم الرد على ذلك''، مشيرا إلى أن لديه أوامر من واشنطن بعدم التعليق على تسريبات ويكيليكس. و بخصوص زيارته إلى الجزائر أشار المتحدث إلى أنه أجرى محادثات مع الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني اللواء أحمد صنهاجي و قائد القوات البرية اللواء حسان طافر و كذا مع كمال رزاق-بارة مستشار لدى رئيس الجمهورية. وأكد نفس المصدر أن ''هناك تعاون شراكة وعلاقة بين أفريكوم والجيش الجزائري، وهذا هو هدف الزيارة، وبحث ما يمكن أن نتعلمه من بعضنا البعض، ونتبادل التجارب''. وذكر أن محادثاته مع المسؤولين الجزائريين تمحورت حول تحسين مستوى التعاون العسكري والأمني بين الولاياتالمتحدةوالجزائر، مشير ا إلى أن هذه اللقاءات كانت فرصة لإعادة تأكيد دعم الولاياتالمتحدة للجهود التي تبذلها الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب.