لمّا علم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم برجوع قريش من الشام، خرج إليهم في العشر الأوائل من شهر رمضان في ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً من المهاجرين والأنصار، معهم فرسان وسبعون بعيرًا، وسار حتّى عسكر بالروحاء، وهو موضع على بعد أربعين ميلاً في جنوبالمدينة. فسار جيش المشركين حتى نزلوا بالعدوة القصوى من الوادي (أي الشاطئ البعيد للوادي)، وسار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأصحابه حتى نزلوا بالعدوة الدنيا من الوادي، فتراءى الجيشان، وكان ذلك في صبيحة يوم الثلاثاء 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة.وبدأ الهجوم، بعد منازلة بين ثلاثة مشركين من قريش وثلاثة من الصحابة رضي الله عنهم، واشتد القتال، فلَم تك إلاّ ساعة حتّى انهزم المشركون وولّوْا الأدبار، وتبِعَهُم المسلمون يقتلون ويأسرون، فقتلوا منهم سبعين رجلاً وأسروا سبعين، ومن بين القتلى كثيرون من صناديدهم. ولمّا انتهت الموقعة أمَرَ عليه الصّلاة والسّلام بدفن الشّهداء من المسلمين، كما أمَرَ بإلقاء قتلى المشركين في قليب بدر، ولم يستشهد من المسلمين سوى أربعة عشر رجلاً رضي الله عنهم.