إن كان رمضان شهر عطلة للجهاز الهضمي، إلا أن ما تزخر به موائد الإفطار الجزائرية من وجبات غنية بالمواد الدسمة، مع ارتفاع درجة الحرارة، جعل التهافت على الصيدليات يزيد بعد موعد الإفطار لاقتناء مختلف أنواع الأدوية الخاصة بالتخمة، والمسكّنة لآلام الرأس وغيرها. مدّدت أغلب الصيدليات ساعات العمل إلى الثانية صباحا خلال رمضان، تحسبا لطلبات الصائمين المتزايدة على الأدوية، بسبب الإفراط في تناول وجبات حالت دون إراحة المعدة والأمعاء. فالأكل بشراهة خلال الشهر له ضريبته، مثلما أكده لنا الكثير من الصيادلة. ونحن نقوم بجولة في العاصمة، لفت انتباهنا تهافت الصائمين من مختلف الأعمار على صيدلية تقع بشارع محمد مادة بساحة أول ماي بالعاصمة، حيث كان الإقبال على أدوية الجهاز الهضمي. يقول الصيدلي موالك إدريس إن برنامج العمل يتغير خلال رمضان، حيث تفتح الصيدلية أبوابها في حدود الساعة التاسعة صباحا، لتغلق في موعد الإفطار، على أن تستقبل الزبائن إلى غاية الثانية صباحا. وعن الأدوية التي يطلبها الصائمون في رمضان، فإنها تتعلق، حسب محدثنا، بالأدوية الخاصة بالمعدة وآلام الرأس. نفس الحركة لمسناها بصيدلية السيد محمد هني الكائن مقرها بشارع محمد بلوزداد بالعاصمة، حيث أكد لنا أنه على عكس السنوات الماضية، حرص على تمديد ساعات العمل إلى الثانية صباحا بسبب ارتفاع درجة الحرارة، مشيرا إلى أن الإقبال على قياس الضغط الدموي يتزايد طوال يوم الصيام، خاصة من قبل كبار السن. كما أن الطلب يتزايد من قبل المدخنين، حسب صاحب الصيدلية، على مسكّنات الصداع. ونحن بصدد الحديث مع السيد محمد هني، دخل الصيدلية كهل في 40 من العمر وهو يشد بطنه من شدة الألم، مستفسرا عن أي دواء خاص بالقيء والإسهال، ليمنحه الصيدلي دواء مناسبا، قبل أن يسأله عن نوعية الطعام الذي تناوله، فاعترف الصائم بأنه أكثر من تناول طبق العصبان. ومن حسن حظ الصائمين هذه السنة أن استعمال بطاقة الشفاء تزامن مع شهر رمضان ما يمكّنهم، حسب قول صيدلية بحيدرة، من اقتناء الأدوية دون معاناة، مضيفة أن غلق صيدليتها يتم ساعة قبل موعد الإفطار، في حين أن التهافت في رمضان يكون على عقاقير الفيتامينات، ومسكّنات الصداع، وأدوية الجهاز الهضمي، مضيفة أن نسبة مهمة من الصائمين تعاني من عسر في الهضم ومشاكل في الأمعاء. من جهته، أكد نائب الرئيس الوطني والناطق الرسمي للنقابة الوطنية الجزائرية للصيادلة الخواص، السيد عابد فيصل، أنه لا يمكن إجبار الصيادلة على المداومة في هذا الشهر، في ظل غياب قانون أو تعليمة رسمية. وأشار إلى أن النقابة قامت بحملات تحسيس الصيادلة، خاصة المتواجدين بالأماكن العمومية وبالقرب من المراكز الأمنية، على المداومة الليلية في رمضان، من أجل ضمان تغطية كاملة للمواطنين. ويبدأ عمل الصيادلة عموما خلال الشهر الكريم، حسب ما كشفه السيد عابد، من التاسعة صباحا إلى الخامسة مساء، على أن يستأنف بعد الإفطار، ليستمر إلى غاية الثانية صباحا.