بني مسجد سيدي سالم العتيق الموجود بالسوق المركزي لمدينة وادي سوف في سنة 1830م، على يد شيخ الزاوية الّذي يحمل المسجد والزاوية اسمه إلى اليوم. تقدّر طاقة استيعاب المسجد بطابقيه نحو 600 مصل، ويشتمل على عدّة مرافق، منها مكتبة تاريخية ودينية وثقافية، يقصدها على الخصوص الطلبة الجامعيون من أجل إنجاز بحوثهم، تضم نحو 2500 طالب منخرط. ولعلّ أهم ما يلفت الانتباه في مسجد سيدي سالم منارته الّتي تمثّل، حسب العديد من الدارسين، أهمية ثقافية وتراثية وسياحية (وهي من المنارات القليلة الّتي يعود بناؤها إلى القرن 19)، حيث يصل ارتفاع المنارة إلى 70,18 متر، وشكلها المعماري يعود إلى الطراز الأموي الّذي انتشر في الأندلس وفي بلاد المغرب، وهي منارة تشبه جداً منارة أوّل مسجد بني بالقيروان بتونس على يد الصحابي عقبة بن نافع أثناء الفتح الإسلامي. وتكتسي منارة المسجد أهمية خاصة، ليس فقط عند أتباع الطريقة الرحمانية التي تعود إليها زاوية سيدي سالم، بل إلى عند أهل وادي سوف وسيّاح العالم. وفي هذا الشأن، يقول القائم بالمسجد، عزّ الدّين سالمي، ل''الخبر'' بأن الكاتبة المسلمة إيزابيل إيبرهاردت عندما صعدت إلى قِمّة المنارة سنة 1899م، شاهدت القِباب الّتي تعلو بيوت السوافة، فأطلقت من فوق المنارة تسميتها لوادي سوف ب''مدينة الألف قبة وقبة''.