انطلق سيّدنا موسى وأخاه هارون عليهما السّلام إلى فرعون، فطلب موسى من البواب أن يأذن له بالدخول على الملك (فرعون) فقال له: وماذا أقول لفرعون؟ فأجابه موسى بقوله قل له: جاءك رسول ربِّ العالمين، ففزع البواب من هذه الكلمة ودخل على سيّده وأخبره بما قاله وما سمع وقال له: إنّ بالباب إنسانًا مجنونًا يزعم أنّه رسول ربّ العالمين، فقال فرعون: أدخلوه، فدخل موسى ومعه هارون إلى فرعون ودعاه إلى الله وبلّغه رسالة ربِّه، فاستهزأ به فرعون وقال: هل هناك إله غيري؟ ثمّ تحقّق وعلِم أنّه موسى الذي تربّى في بيته ثمّ كان من أمره ما كان، فقال له فرعون كما قصّ القرآن الكريم {ألَمْ نُرَبِّكَ فينَا وليداً. ولَبِثَّت فينا من عُمُرِك سنين. وفعلتَ فِعْلَتك الّتي فعَلتَ وأنت من الكافرين. قال فعلتُها إذاً وأنَا من الضّالين ففَرَرْتُ منكُم لمّا خِفتُكم فوهَب لي ربِّي حُكماً وجعلني من المُرسلين. وتلكَ نِعْمَة تَمُنُّها عليّ أنْ عَبَّدْتَ بني إسرائيل. قال فرعون وما ربُّ العالمين. قال ربّ السّموات والأرض وما بينهما إن كُنتم تعقلون إنكنتم موقنين}. ومضى موسى يشرَح له رسالة ربّه، وأخذ فرعون يتهدّده ويتوعّده بالسجن والتّعذيب والتّشريد فقال له موسى أو لوْ جِئتُك بشيء بيِّن؟ فقال: وماذا عندك؟ فألقى العصا فإذا هي ثعبان مُبين، وأدخل يده إلى صدره ثمّ أخرجها فإذا هي كأنّها قطعة من نور الشّمس مضيء، ففزع فرعون لهذا ودعا جماعته واستشارهم فأشاروا عليه أن يجمَع السّحرة ليُبطِلوا ما جاء به موسى لأنّهم ظنُّوا أنّه من قبيل السِّحر.