تتمسك عائلات ''روسيكادا'' بتقاليدها المتوارثة أبا عن جد، خاصة ما تعلق بطقوس شهر رمضان بالحرص على جمع أفراد العائلة، وإلزام العرسان الجدد على الصوم مع ذويهم طمعا في بركة كبار العائلة. تقول العمة فطيمة: ''اعتادت ربات بيوت سكيكدة في رمضان على تحضير التوابل المخصصة للطبخ، وزف العرسان الجدد لصوم اليوم الأولى في بيت عائلة العريس على أن تقوم العروس في أول يوم للصيام بإعداد وجبة الفطور بمساعدة زوجها''. ومن العادات الجديدة أيضا، دعوة أهل الفتاه لخطيبها وأهله في هذا اليوم للإفطار معا، وهي فرصه للتقريب بين العائلتين قبل الزواج، ويقرب الآباء أطفالهم في أول صيام لهم ويجلسونهم إلى جانبهم على مائدة الكبار. وإذا كانت أغلب العائلات السكيكدية تحرص على تحضير بعض الأطباق بصورة يومية كشوربة ''الفريك'' التي تمثل وجبة أساسية عند أذان المغرب، فإن سكان مدينة القل مثلا لا يزالون يحرصون ومنذ القدم على إعداد طبق الحساء ''بالسمك''. وتشير العمة فطيمة التي استضافتنا في بيتها المتواضع، أن العديد من ربات البيوت يفضّلن استعمال السمك الطازج بدل المجمد، ويشرع في طهيه حوالي ساعتين قبل موعد الإفطار حتى لا يفقد طعمه. وإذا كانت شابات هذا الجيل يجهلن مصدر هذا الطبق المشهور، فإن بعض المسنّات أوضحن لنا بأن أصله تركي، حمله معهم الأتراك عندما حلوا ببلادنا. أما بخصوص صيام الأطفال وقبل أن يشرع الصبي أو الصبية في الصوم بنحو أسبوع أو أسبوعين يخضع هؤلاء لعملية القياس بواسطة ''الخيط'' وهي الطريقة التي لا تزال شائعة عند سكان القرى، بحيث يوضع الخيط بدءا من أسفل الذقن إلى مؤخرة الرأس وبدخوله في شكل دائري يوجب على المعني الشروع في الصيام. ويحظى هؤلاء الأطفال الذين يصومون لأول مرة باحتفالات خاصة تشبّه بعملية الختان عند الليلة الأولى من الصيام أو في وسط الشهر أو في ليلة ,27 ولكل عائلة طريقتها الخاصة في ذلك.