لقّب نفسه قبل إسلامه ب''الأعظم''، حيث كان أفضل ملاكمي عصره، كما أن النقاد لقّبوه بأفضل ملاكم في القرن الماضي. لكنه حين أسلم، نبذ هذا اللقب وصار بسيطا متواضعا، إنه الملاكم ''كاسيوس مارسلوس كلاي'' الذي حوّل اسمه إلى محمد علي كلاي بعد إسلامه. ولد محمد علي كلاي في ''كونتر'' بالولايات المتحدةالأمريكية، والتي اشتهرت أيضا بالتفرقة العنصرية، فكان طبيعيا أن يعاني محمد علي كلاي من هذا الأمر بسبب لونه الأسمر، ما شكل له حافزا لولوج عالم الملاكمة للرد على من يسيء إليه من أقرانه البيض. ولم يكد محمد علي كلاي يبلغ من العمر 20 سنة، حتى تمكن من تحقيق بطولة الوزن الثقيل في دورة. ولم تمض سنوات قليلة، حتى تمكن من انتزاع بطولة العالم للمحترفين من الملاكم ''وني ليستون'' في منازلة لم تدم سوى ثوان معدودة، قبل أن يعلن أمام آلاف المتفرجين وكاميرات وآلات التصوير إسلامه، مردّدا ''أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله''، مع تغيير اسمه إلى محمد علي كلاي. ويقول محمد علي كلاي إن توجهه نحو الإسلام كان أمرا طبيعيا يتفق مع الفطرة ''وقد استغرق رجوعي إلى فطرة الحق سنوات من التفكير، كانت بدايته عام 1960 حين اصطحبني صديق مسلم إلى المسجد لأسمع شرحا عن الإسلام، إذ أحسست وأنا أنصت للشيخ بنداء الحقيقة ينبعث في داخلي، وصاح صائح في أعماقي يدعوني إلى تلمس الحقيقة، حقيقة الله والدين والخلق''. ويواصل محمد علي كلاي حديثه: ''لقد استغرقت رحلتي الإيمانية سنوات من المقارنة بين الإسلام والمسيحية، وكانت رحلة شاقة، فالكل من حولي ما بين مثبط ومضلل، والمجتمع نفسه مجتمع يشيع فيه الفساد، ويختلط فيه الباطل بالحق. ثم إن الدعاية الكنيسية تصور المسلمين في صورة همج، وترجع أسباب تخلفهم إلى الإسلام، إلا أنني عمدت إلى التمييز بين واقع المسلمين اليوم وحقيقة الإسلام الخالدة، فوجدت في الإسلام دينا يحقق السعادة للبشر جميعا، ولا يميز بين لون وجنس وعرق، فأدركت أنني أمام حقيقة ربانية لا يمكن أن تصدر عن بشر. ثم قرأت معاني القرآن الكريم مترجمة، فما ازددت مع كل سطر إلا اقتناعا بأن هذا الدين حقيقة ربانية محال أن يخترعه بشر. وعمدت إلى الاختلاط أكثر بجماعات المسلمين، فلم أجد منهم سوى طيب المعشر والتسامح والمحبة التي افتقدتها في تعاملي مع النصارى، الذين نظروا إلى لوني ولم ينظروا إلى جوهري''. وقد زار محمد علي كلاي مكةالمكرمة، وتكررت زياراته لها وللمدينة المنورة، وهوالآن رب أسرة مسلمة، وقد حرص أن يسمي أبناءه وبناته بأسماء إسلامية أصيلة، وهم محمد ومريم ورشيدة وخليلة وجميلة وهناء وليلى، وهم يتلقون تعليما إسلاميا ويذهبون إلى المساجد باستمرار.