شرعت مصالح الأمن المتابعة لملف الإرهاب في الساحل والصحراء في التحري حول هوية قتيلين جزائريين ينتميان لما يسمى كتائب الصحراء في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب سقطوا خلال مواجهات داخلية مع زملاء لهم قبل أيام من حلول شهر رمضان، وتشير المعلومات المتاحة إلى أن المواجهات المسلحة داخل التنظيم وقعت بعد خلاف حول اقتسام الأموال. استلمت مصالح الأمن في تمنراست جثتين لإرهابيين جزائريين تم دفنهما على عجل في اقتتال داخلي بين أفراد قاعدة المغرب شمال مالي، وكشف مصدر على صلة بجهود مكافحة الإرهاب في الساحل بأن 4 إرهابيين على الأقل سقطوا في اقتتال داخلي بين عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب التابعين لإمارة الصحراء. وتشير معلومات سرية للغاية حصلت عليها ''الخبر'' إلى أن قادة كتائب أو إمارة الصحراء في تنظيم القاعدة يحي جوادي وحمادو عبيد وعبد الرحمن التندغي أمروا بسجن عدد من الإرهابيين وتجريدهم من السلاح وتقييدهم في الصحراء في إجراء تأديبي بعد أن دب خلاف بين عناصر جزائريين وموريتانيين من كتيبة الشهادة وكتيبة طارق بن زياد حول اقتسام الأموال المتأتية من تجارة السلاح والتهريب. وحسب المعلومات المتاحة، فإن المواجهات خلفت 4 قتلى على الأقل وعددا من الجرحى، منهم جزائريان تقيم أسرة أحدهما في مدينة غرداية، وتجري مصالح الأمن تحريات واسعة حول هذا الموضوع من أجل تأكيد مقتل الإرهابيين الجزائريين. وبدأ الخلاف الذي أفضى إلى مواجهات بالسلاح قبل عدة أشهر عندما تمرد 10 عناصر ينتمون لفرع القاعدة في الساحل، وأقاموا في مرتفعات قريبة من أكادس في شمال النيجر، وأجرى الجزائريون ضمن المجموعة المتمردة اتصالات مع الأمن الجزائري لتسليم أنفسهم، ثم اندلع الخلاف داخل التنظيم بعد أن تنقل المدعو ''حوال مدو محمود'' وأحد عناصر الدعم اللوجيستي الذي كان محل بحث من مصالح الأمن من تمنراست إلى شمال مالي قبل شهرين، وهناك طالب بحصته من غنائم وعائدات التهريب، وقد انتهت المطالبة بمواجهات مسلحة انتهت بمقتل ,4 منهم جزائريان، في المكان المسعى ''سكدا موسى'' 300 كلم شمال مدينة قاو بمالي، وتشير مصادرنا إلى أن مصالح الأمن المالية تنقلت إلى عين المكان ووجدت 4 قبور حديثة لمقاتلين سلفيين، منها جثتان لجزائريين تم التعرف عليهما بعد فحص بالحمض النووي تم في الجزائر.