{واذْكُر في الكتاب إدريس إنّه كان صدِّيقاً نبياً، ورفعناه مكاناً علياً}. سيّدنا إدريس عليه السّلام، هو أحد الرسل الكرام الذين أخبر الله تعالى عنهم في كتابه العزيز. إدريس بن يارد بن مهلائيل، وينتهي نسبه إلى شيث بن آدم عليه السّلام، واسمه عند العبرانيين (خنوخ)، وفي الترجمة العربية (أخنوخ)، وهو من أجداد نوح عليه السّلام. وهو أوّل بني آدم أُعطيَ النّبوة بعد آدم وشيث عليهما السلام. وذكر ابن إسحاق أنّه أوّل مَن خطّ بالقلم. وقد كانت مدّة إقامة إدريس عليه السّلام في الأرض 82 سنة، ثمّ رفعه الله إليه كما قال سبحانه وتعالى: {ورفعناه مكاناً عليا}. وكانت له مواعظ وآداب، فقد دعا إلى دين الله، وإلى عبادة الخالق جلّ وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة، بالعمل الصّالح في الدنيا، وحضّ على الزهد في هذه الدنيا الفانية الزائلة، وأمرهم بالصّلاة والصّيام والزكاة وغلّظ عليهم في الطهارة من الجنابة، وحرّم المسكر من كلّ شيء من المشروبات وشدّد فيه أعظم تشديد. بتصرف، من ''النبوة والأنبياء'' للصابوني