تروي كتب التاريخ والطرائف حكايات تراثية عديدة عن التّباهي بالكتب والتّجميل بها في البيوت كابن الصخري شيخ العرب وقائد الذواودة والحنانشة، وهي شبيهة بقصص عن أثرياء عرب كانوا يشترون الكتب المذهبة والمجلدات، وقد بقي هذا التباهي والديكور الجمالي للبيت إلى اليوم، كما كان للوقف أهمية في نسخ الكتب وتواجدها بالمكتبات سواء التابعة للمساجد أو الزوايا أو المكتبات الخاصة. ومن أشهر المكتبات مكتبة الجامع الكبير بالعاصمة، ومكتبة المدرسة الكتانية الّتي أسّسها صالح باي بقسنطينة، ومكتبة المدرسة المحمدية الّتي أنشأها الباي محمد الكبير في نهاية القرن الثامن عشر في معسكر، ومكتبة الزاوية البكرية بتوات صحراء الجزائر ، غير أنّه للأسف مع الاستعمار زادت هجرة الكتاب المخطوط الجزائري نحو الخارج فمكتبة ''ابن العنابي'' رحلها معه نحو الإسكندرية وحسب سعد الله ما زال ختمه عليها، كما ضاعت مكتبة الأمير في وقعة الزمالة بطاغين حيث أتلفها الجنود الفرنسيون، ومكتبة الشيخ حمودة الفكون وباش تارزي في قسنطينة وما وقع لمكتبات معسكر والجزائر وبجاية وعنابة وتلمسان، ويتحدث فانيان عن مكتبة الشيخ الفكون الّتي بيعت بالميزان كأوراق في الأسواق. ومن أشهر النساخين الجزائريين الحاج علي بن القيم جمّاع ونسّاخ للكتب، وهو من مواليد قمّار في القرن الثالث عشر هجري، توفي 1908م، وقد أكثر من النسخ وكان جيّد الخط رغم ظهور الطباعة، وقد كان بالعاصمة سوق شهير للورّاقين قضى عليه الفرنسيون منذ الأيّام الأولى للاحتلال، وفي زواوة وبجاية اشتهر محمد الطاهر بن محمد السعيد بن إسماعيل بفن النساخة، وعاش إلى زمن الاستقلال، والشيخ البشير الحمودي البرجي كان خطّاطاً شهيراً، وفي العاصمة اشتهر علي بن الحاج موسى، كما اجتمعت في أسرة بن صارمشق التلمسانية موهبة هندسة الفناء واحتراف الخط منذ قرون.