22 إقامة توقفت بها أشغال الترميم بسبب سوء التسيير كشفت مصادر عليمة عن حالة استنفار في ديوان الخدمات الجامعية، في أعقاب خرجات ميدانية قام بها المدير العام، وقف خلالها على وضعية ''كارثية'' لعدد من الإقامات، ناهيك عن تأخر تسلم مشاريع كان مقررا استقبالها بداية سبتمبر، ما يرهن مصير آلاف الطلبة الجدد بسبب عجز محتمل في المقاعد البيداغوجية ومراكز الإيواء. عقد المدير العام لديوان الخدمات الجامعية، أول أمس، جلسة عمل طارئة مع مديريه الولائيين ومسيري الإقامات الجامعية عبر الوطن، لم يتردد خلالها في توجيه توبيخ لعدد من المديرين بسبب تأخر كبير في تسليم مشاريع إنجاز مراكز وإقامات جامعية، كان وزير التعليم العالي قد أمر بأن يتم استقبالها بداية الدخول المقبل. وانتقد محمد الهادي مباركي أداء مديريه في الإقامات، باعتبارهم لم يطبقوا التعليمات التي وجهها لهم، شهر جوان الماضي، خلال سلسلة اللقاءات التي جمعته بهم، حيث أمرهم بالتعجيل في ترميم مختلف الأجنحة والغرف وحتى المطاعم التي تعرف حالة ''كارثية'' حسبما جاء على لسان نفس المسؤول، غير أن الخرجات الميدانية التي قام بها مؤخرا لمتابعة مدى احترام هؤلاء للتعليمات، تبين بأن وضع الإقامات المعنية ازداد سوءا بالنظر إلى تأخر إجراء عمليات الترميم. وكان المدير العام لديوان الخدمات الجامعية قد أكد بأنه سيتم استقبال حوالي 52 ألف سرير جديد الموسم المقبل، لاستقبال الطلبة المسجلين الجدد، حيث قفز عددهم إلى الضعف، ما ينبئ بعجز كبير في هياكل الاستقبال ويفسر تخوف المسؤول الأول عن القطاع، باعتباره راهن على المشاريع التي تجاوزت آجال تسليمها وتلك التي توقفت فيها أشغال الترميم حيث تجاوز عددها 22 إقامة. وتوعد المدير العام عددا من المديرين الولائيين وكذا مديري الإقامات بعقوبات صارمة، حيث أعلن عن حركة تغيير واسعة ستشمل المسؤولين ''المتقاعسين''، على أن يتم الإعلان عن أسماء المديرين المعنيين خلال الأيام القلية المقبلة، علما أن مباركي باشر سلسلة تحويلات منذ العام الماضي، تبعا لنقائص وسوء تسيير على مستوى عدد من المراكز الجامعية. بالموازاة مع ذلك، قرر مباركي خلال نفس اللقاء الشروع رسميا في تعيين مديرات على رأس الإقامات الجامعية للبنات تطبيقا للتعليمة التي أصدرها مؤخرا، وسط استياء كبير في أوساط المديرين وعمال مختلف المصالح، باعتبار أن القرار سيشمل أيضا أعوان الأمن والنظافة والمطعم. وأعاب عدد من المديرين تحدثت إليهم ''الخبر''، على المديرية العامة للديوان، عدم مراعاتها لأية معايير مهنية تبرر تعيين مديرات على رأس الإقامات الخاصة بالبنات، سوى من منطلق نفس الجنس. وشدد محدثونا على ضرورة أن يتم ذلك في حدود وجود إطارات من النساء، باعتبار أنه من الصعب جدا تسيير إقامة تضم مثلا أكثر من ألف سرير، كما أن بعض الإقامات تتواجد في مناطق معزولة ما يجعل مهمة تسييرها من طرف مديرة أمرا غير سهل. وكان المدير العام لديوان الخدمات الجامعية قد عين مديرتين على رأس إقامتين في جيجل، خلال الحركة التي أجراها مؤخرا، ليصل العدد إلى ثلاث مديرات في نفس الولاية، وشملت تغييرات المسؤول الأول عن القطاع أيضا منصب مدير ولائي في ولايتي سيدي بلعباس وعين تيموشنت، بتعيين مديرتين على رأسهما.