وجه رئيس الجمهورية تعليمات إلى الحكومة من أجل بذل الجهود اللازمة لتحسين ظروف الحصول على المياه الصالحة للشرب في المناطق البعيدة والمعزولة، وأكد أن مشاريع توصيل المياه الصالحة للشرب يجب أن تشمل أيضا سكان المناطق المعزولة والذين يعيشون في الوسط الريفي، مشددا على أن ''للجزائريين الحق في نفس نوعية الخدمة العمومية''. ذكر رئيس عبد العزيز بوتفليقة خلال ترأسه لاجتماع تقييمي مصغر خصص لقطاع الموارد المائية، أن ''الماء ملك للمجموعة الوطنية ومورد ثمين يجب الحفاظ عليه، وتسييره يعد خدمة عمومية، وسيظل كذلك مهما كانت الخيارات المنتهجة لطرق استغلاله''. ولفت الرئيس بوتفليقة ''أن التحدي الحقيقي في المستقبل بالنسبة لبلادنا يتمثل في اقتصاد المياه، فإذا كانت الدولة قد جعلت من الحق في الاستفادة من الماء حقيقة مجسدة بالنسبة للجزائريات والجزائريين، فإن المواطنين بدورهم مطالبون بالانضمام إلى مسعى اقتصاد مورد من الموارد النادرة''. وثمن رئيس الجمهورية المكاسب التي حققتها الجزائر في مجال الموارد المائية، والاستجابة لحاجيات السكان في هذا المجال، ودعا إلى ''مواصلة الجهود المبذولة في هذا الشأن، وشدد على احترام مقاييس النوعية وآجال إنجاز المشاريع، ودعا الحكومة إلى توفير إمكانات صيانة المنشآت. من جانبه، أكد وزير الموارد المائية عبد المالك سلال أن نسبة الربط بشبكة الماء الصالح للشرب في الجزائر بلغت 94 بالمائة خلال السداسي الأول 2011، وانتقلت حصة المواطن اليومية من الماء الشروب إلى 170 لتر، 73 بالمائة منها توزع على عواصم البلديات، وأوضح أن القطاع سجل منذ 2010 عدد من الإنجازات، أبرزها نظام كبير لتحويل المياه عين صالح- تمنراست على مسافة 750 كلم لتغطية احتياجات سكان ولاية تمنراست بفضل تحويل 100 ألف متر مكعب من المياه يوميا. كما تميزت نفس الفترة بتحويل المياه باتجاه سد بورومي بولاية البليدة، ومن سد كودية أسردون ومن مازافران باتجاه البليدة، لتزويدها بالماء الشروب بمعدل 60 ألف متر مكعب يوميا، ومشروع التحويل نحو سطيف، وتحويل مياه طبقة الشط الغربي على مسافة 649 كلم باتجاه الولايات المجاورة، ومشروع تحويل المياه الألبية الشمالية إلى الجلفة وبوسعادة والمسيلة وتيارت. وأعلن سلال عن إنجاز 13 سدا جديدا آخر موزعة عبر التراب الوطني، موجودة قيد الإنجاز، فيما سيتم في الأشهر القادمة إطلاق مشروع لإنجاز سدين إضافيين، وانطلق مؤخرا توسيع أشغال نظام بني هارون من خلال إنجاز الربط بين السدود الخمسة المشكلة له. وعلى صعيد محطات تحلية مياه البحر، أكد الوزير سلال استلام محطة تحلية مياه البحر بسوق الثلاثاء بولاية تلمسان، بطاقة تصل إلى 100 ألف متر مكعب يوميا، وأشار إلى برنامج تحلية مياه البحر الذي يتضمن إنجاز 13 محطة وتهيئتها من أجل تحقيق26,2 مليون متر مكعب يوميا. وأشار وزير الموارد المائية إلى أن 87 بالمائة من السكنات مرتبطة بشبكات جمع المياه المستعملة، وأكد أن الجزائر تتمتع بطاقة استيعاب 600 مليون متر مكعب في السنة، قادرة على معالجة 80 بالمائة من المياه المستعملة، يتم تطهيرها واستعمالها في السقي الفلاحي، حيث تم استلام أربع محطات تطهير بكل من سكيكدة وتمنراست وعين ولمان والبويرة، تضاف إليها 11 محطة لتصفية وتطهير المياه المستعملة، وأشغال تهيئة وتجهيز 14 ألف هكتار من الأراضي بمنشآت الري والفلاحة.