تومي اشترت ذمم الفنانين وحوّلتهم إلى موظّفين وسلبت حرّيتهم اعترف المغني بعزيز بأنه بالغ في أغنيته التي انتقد فيها الرئيس بوتفليقة، لكنه أضاف أنه استخدم اللغة التي يفهمها النظام. واتهم وزيرة الثقافة، خليدة تومي، بإقصائه من المهرجانات ، كاشفا في حوار ل''الخبر'' عن تخصيصه أغنية لاذعة ينتقد فيها سياستها الثقافية. لنبدأ حديثنا من جولتك الفنيّة رمضان الجاري؟ أحييت حفلا بخيمة ''الهيلتون'' بالعاصمة، وآخر ببجاية قبل يومين، وكلاهما حقّق نجاحا كبيرا. كما أحيي سهرة الأحد (الحوار أجري مساء السبت) حفلا بخيمة ''هيونداي''، ثم أغنّي بكل من وهران وسيدي فرج، قبل أن أعود إلى العاصمة، لأوقّع حفلا في 18 من الشهر الجاري بمسرح الهواء الطلق برياض الفتح. تعكف على تحضير ألبوم جديد؟ الألبوم يحتوي 13 أغنية، سيصدر عن شركة ''إيزم''، وسأعمل على أن ينزل إلى الأسواق في غضون شهر أو شهر ونصف، بعد أن وعدت جمهوري بذلك عدّة مرّات ولم أف بوعدي.. الألبوم مازال في مرحلة التحضير، ولم أختر عنوانه بعد. هل ستواصل انتقاداتك للمسؤولين؟ بالتأكيد، وهذه المرّة أخصّ وزيرة الثقافة خليدة تومي بأغنية تنتقد سياستها الثقافية بشكل لاذع، ودون إساءة إلى شخصها. أعتقد أن خليدة اشترت ذمم الفنانين وحوّلتهم إلى موظّفين وسلبت حرّيتهم، وأسقطت الثقافة في الشعبوية، من خلال المهرجانات الفلكلورية التي تُقام بأموال الشعب، بينما القاعات فارغة.. خُذ مثلا تظاهرة تلمسان وفضيحة المهرجان الإفريقي. إنه تبذير فاضح للمال، يجب أن نضع له حدّا. هل تذكر لنا مقطعا من الأغنية؟ تقول الأغنية: ''اشحال فاتوا قبلك، حسبوا رواحهم كبار/ تعياي وننساو اسمك، وترميك ليستوار/ كي يرموك فالزنقا، الفنان واقف يبقى/ سقسي على الحاج العنقى/ آخليدة''. وأذكر العنقى لأنه كان ممنوعا من التلفزيون منذ 63 إلى غاية السبعينيات، لأسباب سياسية. واليوم، مَن مِن الجزائريين لا يعرف العنقى، ومن منهم يعرف اسم مدير التلفزيون في ذلك الوقت؟ هم ذهبوا، وهو سيظلّ خالدا. وهذه عبرة، على تومي أن تعتبر منها. فمنذ جاءت، لم أغن في حفل رسمي، رغم أن هذه القاعات ملك للشعب وليست ملكها الشخصي. لكنك ستُحيي حفلا برياض الفتح؟ أنا ضد ثقافة المنع، وهذه المرّة استثناء، وليس لأحد فضل في ذلك. من المؤكّد أنني لا أروقهم لأني أقول الحقيقة، لذلك لا أُدعى إلى مهرجاناتهم. وحتّى إن شاركت فيها، فأنا أنتهز الفرصة وأندّد بممارساتهم. وهل ستتناول موضوع الثورات العربية في هذا العمل؟ نعم. ثمّة أغنية تدين الدكتاتوريات وتحذّر من الوقوع في التطرّف بكل أنواعه، سواء كان تطرّف الإسلاميين أو الانتهازيين، وهي مهداة للثورة التونسية، سيؤدّيها معي المغنّي التونسي بن ديرمان وآخر مغربي لم نحدّد بعد من سيكون، وأنا من كتبها ولحنها.. روح الثورة ستكون حاضرة في العمل. حدّثنا عن مشاركتك مع المغنّي التونسي بن ديرمان؟ أسلوب بن ديرمان قريب منّي، والبعض يلقّبه ''بعزيز الصغير''، وقد تصدّى لنظام بن علي قبل سقوطه، من خلال فنّه. قدّمنا حفلا في قرطاج في جويلية الماضي وكان الأنجح، فاصطحبته معي إلى الجزائر، لكن بعين الريبة، اعتقادا منهم أنني أحضرت إرهابيا معي.. إنه فقط فنان وسلاحه الكلمة. ماذا عن الجزائر؟ أغاني الألبوم تندّد بالإهمال الذي تتعرّض له البلاد من طرف النظام، وأقول إن شعبنا رائع وحكومتنا سيّئة، وحين تغلق كل الأبواب في وجوه أبنائها، لن يكون أمامهم من خيار غير العنف أو الحرفة. ما الحل في رأيك؟ هؤلاء أصبحوا قدامى، ولم يعودوا صالحين للحكم. لا أقول لهم ارحلوا لأن الأمر ليس بهذه البساطة، والتجارب علّمتنا أن الفراغ يخلّف الفوضى، بل أقول لهم دعوا التاريخ يذكركم بخير.. اتركوا الشعب يتنفّس، وامنحوا الشباب فرصة للتغيير من خلال إرادة سياسية حقيقية.. ضعوا الثقة في هذا الشعب، حتى يثق فيكم.. (رن هاتف بعزيز) لقد ألغوا حفلي بمسرح الهواء الطلق في رياض الفتح، ولست أعرف السبب. ألم تبالغ في أغنيتك التي انتقدت فيها بوتفليقة؟ نعم. كنت عنيفا، لأن النظام كان عنيفا في تلك المرحلة، ولم يوفّر أدواته القمعية في كل من يعارضه. لقد تحدّثت باللغة التي يفهمها. البعض اعتبر أن السلطة وضعتك في جيبها لاحقا؟ لا أحب أن أجيب على المجهولين الذين ينتقدونني بأسماء مستعارة. لكنني أؤكّد أنني لم أدعم بوتفليقة، ولا السلطة في .2009 كل ما في الأمر أنني أنجزت أغنية لشركة خاصة، فبثّها التلفزيون. لم أندم عليها، لأنها أغنية للوطن، ولست مسؤولا عن طريقة توظيفها.. ما ذنبي إن غنّيت ''لالجيري من آمور'' للمعارضة فأخذها الرئيس؟ لكن، ألم تترك الجزائر وأبناؤك يعيشون بالخارج؟ أقضي أسبوعا في فرنسا ثم أعود إلى الجزائر. بقيت مرّة واحدة فقط ثلاث سنوات بسبب منعي من دخول الجزائر، وأبنائي يتحدثون العربية، بينما هناك جزائريون يعيشون هنا ولا يعرفونها، وأبناؤهم لا يتقنون العربية ولا يفهمونها. هل تتعرّض لمضايقات؟ لا توجد مضايقات وتهديدات مباشرة، لكن تصلني رسائل غير إيجابية بين الفينة والأخرى. فمثلا ما حدث في بجاية، حيث منعت العائلات من الدخول وحدثت فوضى، ولا أجزم هل هم من ''الدولة'' أم جهات منافسة.