كانت هذه الغزوة في شعبان سنة 5 هجرية، وسببها أنّه بلغه صلّى الله عليه وسلّم أنّ رئيس بني المصطلق الحارث بن أبي ضِرَار، سار في قومه ومن قدر عليه من العرب يُريدون حرب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فبعث بُرَيْدَة بن الحصيب الأسلمي لتحقيق الخبر، فأتاهم، ولقي الحارث بن أبي ضرار وكلّمه، ورجع إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبره الخبر. وبعد أن تأكّد لديه صلّى الله عليه وسلّم صحّة الخبر ندب الصّحابة، وأسرع في الخروج، وكان خروجه لليلتين خلتَا من شعبان، واستعمل على المدينة زيد بن حارثة، وكان الحارث بن أبي ضرار قد وجّه عيناً ليأتيه بخبر الجيش الإسلامي، فألقى المسلمون عليه القبض وقتلوه. ولمّا بلغ الحارث بن أبي ضرار ومَن معه مسير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقتله عينه، خافوا خوفاً شديداً وتفرّق عنهم مَن كان معهم من العرب. وَصَفَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أصحابه، وراية المهاجرين مع أبي بكر الصديق، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة، فتراموا بالنبل ساعة، ثمّ أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فحملوا حملة رجل واحد، فكانت النّصرة وانهزم المشركون.