استغلّ ''الطفل العنكبوت'' نحافة جسمه وخفّته في تسلّق جدران العمارات والقفز إلى داخل شرفات الشقق المستهدفة للسطو، ليتمكن من تنفيذ عمليات السرقة التي طالت عدّة منازل، غالبا ما يوقعها وأصحابها نيام. وقّع قاصر يدعى ''العنكبوت''، أوّل أمس، آخر حلقة من مسلسله الإجرامي، بتنفيذه لآخر عملية سطو طالت أحد المنازل الكائنة بحي بيسِيال بأولاد يعيش، تمكّن خلالها من التسلّل إلى غرفة نوم الضحية وسرقة مصوغات زوجته بقيمة 80 مليون ومفاتيح سيارتين، إحداهما تعود لابنته، إلى جانب جهاز كمبيوتر محمول وهاتف نقال، قبل أن يتنقّل عبر أرجاء المنزل للخروج من الباب الرئيسي في حدود السّاعة السادسة صباحا، دون أن تتفطّن له العائلة التي كانت نائمة. غير أنّ محرك سيارة الفتاة أيقظها من سباتها، حيث أطلقت صرخات الاستنجاد بمجرّد رؤيتها لشخص يُشغّل المركبة، الأمر الذي أربك اللّص، حيث خرج من السيارة بعدما اصطدم بها في حائط البناية وفرّ مسرعا حاملا المسروقات. وفي غفلة منه، لم ينتبه لحيلة إخفاء وجهه، وهي الفرصة التي مكّنت الفتاة من تحديد هويّة السارق القاطن بنفس الحي. وبمباشرة عناصر الدرك الوطني لكتيبة البليدة لتحرّياتها، أكّدت تورط المدعو ''العنكبوت'' في عملية السرقة، بعدما لاحظت ذات المصالح آثار الجروح التي تعرض لها إصبعه أثناء محاولته فتح نافذة الشرفة التي وجدت ملطخة بالدماء، كما تبيّن أنّه يتزعّم عصابة السطو على المنازل مكوّنة من 11 شخصا، زرعت الرعب في أوساط قاطني أحياء 520 و130 مسكن وحي التوارس والبيسيال، حيث ألقي عليهم القبض تباعا، بينهم فتاة قاصر في سنّ 15 فرّت من منزلها العائلي وكانت تستغلّ في الدعارة، إذ وجدت برفقة عدد من أفراد العصابة في إحدى غابات أولاد يعيش ليلا، قبل أن يتم توقيف المدعو ''العنكبوت'' بعد 24 ساعة من فراره، سجلت خلال تلك الفترة تنفيذه لعمليات مماثلة. ومواصلة للتحريات، تمّ استرجاع المسروقات التي توزّعت عبر منازل المتورطين في جناية تكوين جماعة أشرار والسرقة الموصوفة المقترنة بظرف التعدد مع التحطيم العمدي لملك الغير وانتهاك حرمة منزل، منها مجوهرات قدرت قيمتها المالية ب70 مليون سنتيم وهواتف نقالة، إلى جانب دراجة نارية ووثائق إدارية. كما عثر على أسلحة بيضاء، منها خناجر تستعمل في التهديد والاعتداء على الضحايا.