بينما يستمر القتال في الجبهات الداخلية بين قوات القذافي والمعارضة المسلحة في عدة مدن استراتيجية، كما هو الشأن لمدن الزاوية وصبراتة وزليتن وغريان، انفجرت مواجهات أخرى على الحدود الليبية التونسية، مع مجموعة مسلحة ليبية وفق وكالة الأنباء الفرنسية. المعلومات الرسمية الواردة من العاصمة تونس، تتحدث عن قيام وحدات خاصة من الجيش التونسي تنتمي للفيلق الثاني الترابي الصحراوي بتمشيط منطقة ''علوة الكرنافة'' من قرعة بوفليجة الواقعة على بعد 70 كلم في عمق الصحراء جنوبي معتمدية دوز من ولاية قبلي، وعلى الحدود من ولاية تطاوين. وحسب ما أوردته وكالة الأنباء التونسية، فقد وقعت المواجهات، مساء أول أمس الجمعة، وانتهت بسقوط عدة جرحى، كما تحطمت طائرة مروحية من نوغ ''غزال'' تابعة للجيش التونسي، فجر أمس، على مسافة 25 كلم غرب مدينة بن قردان، وقد نتج عن ذلك وفاة طاقمها المتكون من طيارين اثنين. وأرجع سقوطها إلى سبب تقني، لكن رجح متابعون أن تكون سقطت خلال المواجهات. وذكر مصدر أمني تونسي أن المجموعة المسلحة كانت تقود عربات بها أسلحة وجرى تعقبها في الصحراء مساء الجمعة. أما في الداخل الليبي، فقد قال متحدث باسم المعارضة المسلحة، أمس، إن الرائد الركن عبد السلام جلود، الرجل الثاني في ليبيا سابقا، لجأ إلى المنطقة التي يسيطر عليها المعارضون في الجبل الغربي. وغادر جلود، فجر أمس، مطار جربة جرجيس الدولي في اتجاه إيطاليا. وكان جلود عضوا في المجلس العسكري الذي قام بانقلاب عام 1969 وأدى إلى وصول معمر القذافي إلى السلطة، وكان يعتبر الرجل الثاني في القيادة الليبية قبل أن يغضب منه القذافي في التسعينات. في وقت بدأت حركة جديدة لمغادرة الرعايا الأجانب من طرابلس، حيث أعلنت الحكومة اللبنانية، أمس، أن ''باخرة مالطية ستبحر صباح اليوم الأحد من العاصمة الليبية طرابلس، وهي جاهزة لنقل اللبنانيين المقيمين هناك والراغبين بمغادرة ليبيا''. فيما أكد رئيس المجلس الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، أمس، بأن نهاية القذافي وشيكة وستكون كارثية، مشيرا إلى وجود اتصالات مع مقربين منه. إنسانيا، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن قلقها من أن كثافة المعارك بين المعارضة الليبية المسلحة وقوات القذافي أدت إلى تدهور سريع في الوضع الإنساني في عدد من مدن البلاد. وقالت اللجنة في بيان إن ''اشتداد حدة القتال، خلال الأيام القليلة الماضية، أدى إلى تدهور الوضع الإنساني في البريقة (شرق) والزاوية وغريان وصبراتة (غرب وجنوب غرب طرابلس) وبالقرب من مصراتة وفي المناطق المحيطة بها تدهوراً سريعا''. دبلوماسيا، ما يزال الجدل مستمرا حول حقيقة الدور الدبلوماسي للوزير الأول الفرنسي السابق، دومينيك دوفيلبان، الذي كشف أنه دخل على خط الوساطة في الملف الليبي، خصوصا وأنه زار مرارا جزيرة جربة التونسية حيث يوجد بها ممثلون لنظام القذافي ومعارضون لحكمه.