دفعت رغبة العديد من البلدان، وبالأخص الخليجية منها، في تجنيس أرمادة من نجوم الكرة وضمهم إلى منتخباتها القومية، دفعت ''الفيفا'' إلى المسارعة لأجل سن قانون يلغي تحويل لاعبين من بلدانهم الأصلية، إلا في حال توفر شروط موضوعية في المعنيين. تم ذلك بعد الوقوف على رغبة جامحة كانت تحذو العديد من أكبر رجال المال والأعمال الخليجيين على وجه التحديد، في جلب أرمادة من النجوم لتعزيز صفوف منتخبات بلدانهم، تحسبا للاستحقاقات القادمة. الاتحاد القطري كان يخطط لفريق عربي برازيلي كانت مجمل التقارير الإعلامية، قد أشارت إلى تحرك هيئة بلاتير بعد أن بلغتها معلومات مؤكدة عن رغبة الاتحاد القطري لكرة القدم في ضم أرمادة من اللاعبين البرازيليين إلى المنتخب، بعد منحهم تسهيلات غير مسبوقة للحصول على الجنسية القطرية، في ظل الثورة الرياضية التي تشهدها دولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني التي حظيت بشرف استضافة مونديال .2022 ولا يختلف اثنان بأن التجنيس لم يمكّن المنتخبات العربية وحتى باقي الأندية الخليجية على وجه التحديد، من ستر عوراتها وتغطية ضعفها مقارنة بالأندية والمنتخبات الأوروبية، وحتى الآسياوية، وهو ما تجسد في آخر المناسبات الرسمية القارية والإقليمية في آسيا، حيث لم يكتب للمنتخب القطري أن يجتاز الدور الأول في خليجي 20 باليمن. وكان المنتخب القطري المعروف عالميا بالمنتخب الأكثر ضما للمجنسين، قد واجه المنتخبات الخليجية في الدورة الأخيرة بأرمادة من القادمين من مختلف البلدان، يتقدمهم قلب الهجوم الأورغواياني الأصل سيباستيان سوريا والشقيقان المصريان حسين ومحمد ياسر المحمدي، كما ضم تعداد ''العنابي'' لاعبين آخرين استقدموا على أمل السيطرة على كرة القدم الخليجية وإخراج الكرة القطرية إلى العالمية. النيجيري جورج كواسي والغاني لورنس اولي الذي حمل في ما بعد تسمية محمد رزاق، أسماء براقة لم تمكن المنتخب حتى من اجتياز الدور الأول من خليجي 20، وهو ما دفع بالمحللين إلى إعادة النظر في الأهداف المرجوة من وراء ''تجنيس'' لاعبين لم يقدروا حتى على مجاراة لاعبي الكويت أو الفوز على السعودية للتأهل مباشرة إلى المربع الذهبي من تلك الدورة. التجنيس تسبب في مشادات كلامية بين السعوديين والقطريين وكانت قضية التجنيس قد عجلت بنشوب مشادات كلامية بين مندوبي الاتحادين السعودي والقطري لكرة القدم، قبيل انطلاق خليجي 20 الأخير باليمن، حيث دار ''كلام عنيف'' داخل القاعة التي احتضنت الاجتماع، قبل أن تعمد العديد من الأطراف إلى إخفاء الحقائق تخوفا من أزمة دبلوماسية كانت على وشك الحدوث بين البلدين الشقيقين. التونسيون اعتمدوا على دوس سانتوس للتتويج ب''كان'' 2004 وكان للبرازيلي فراسيلودو دوس سانتوس سيلفا ليما، الذي حاز على الجنسية التونسية بعد بروزه في صفوف النجم الساحلي، دور كبير في تتويج نسور قرطاج بكأس إفريقيا للأمم سنة 2004، وذلك لما قدمه صاحب القميص رقم 11 من عروض سمحت لزملاء الزبير بية بانتزاع اللقب أمام أسود الأطلس. وكان دوس سانتوس قد رفض سنة 2000 عرضا رسميا من الاتحادية التونسية لحمل الجنسية، قبل أن يتراجع سنة 2003 ليقبل بالعرض، وهو ما عجل بضمه إلى المنتخب وإشراكه في ''كان'' 2004، حيث تمكن من توقيع أول هدف في النهائي الذي توج به ''التوانسة'' ضد المغرب. وكان دوس سانتوس ورقة رابحة ساهمت بشكل جلي في تأهيل نسور قرطاج إلى مونديال 2006 بألمانيا، قبل أن يصاب، مع الإشارة إلى توقيع اللاعب ذي الأصول البرازيلية ل21 إصابة طيلة فترة تواجده في المنتخب التونسي. ''الديكة'' توّجوا أبطالا للعالم بأفارقة مجنسين والظاهرة تجتاح ''المانشافت'' طالبت صحيفة ''ليكيب'' الفرنسية، خلال أحد أعدادها السابقة، بعدم توجيه انتقادات مستقبلا لمنتخب ''الديكة'' بسبب التجنيس، وذلك بعد أن سلطت الضوء على الجار الشمالي ونقصد به منتخب ''المانشافت'' الذي يتداول على تربصاته تحت إشراف جواكيم لوف 11 لاعبا مجنسا، منهم أربعة أساسيون على غرار التركي مسعود اوزيل نجم الريال، البولنديا الأصل لوكاس بودولسكي وميروسلاف كلوزه والتونسى الأصل سامي خضيرة. ويتشكل تعداد المنتخب الألماني الحالي من سبعة لاعبين عادة ما يعتمد عليهم المدرب الأول كاحتياطيين، على غرار البافاري ماريو غوميز الإسباني الأصل ولاعب شتوتغارت ذي الأصول البرازيلية كاكاو ونجم هامبورغ بيوتر تروشفسكي البولندي الأصل، إضافة إلى الشاب ماركو مارين لاعب بريمن البوسني الأصل. وكانت القائمة قد امتدت لتشمل أيضا التركي الآخر سردار تاشي ولاعب الوسط الغاني جيروم بواتينخ، إضافة إلى اللاعب دينيس اوجو، المدافع المنحدر من النيجر. وكان المنتخب الفرنسي قد توّج سنة 1998 بلقب بطولة العالم بتعداد أساسي جله من الأفارقة المجنسين، يتقدمهم الجزائري الأصل زين الدين زيدان، باتريك فييرا السنيغالي الأصل والغاني مارسيل دوساييه والكونغولي كلود ماكليلي، وهو ما جعله محط أنظار النقاد. معطيات لم تثن من عزيمة مسؤولي الكرة الفرنسية لأجل مواصلة السياسة المنتهجة بالاعتماد على جهاز كامل، بعد أن تجلى ذلك من خلال ضم التونسي الأصل حاتم بن عرفة والجزائريين سمير ناصري وكريم بنزيمة.