بدخولها الأراضي الجزائرية، وتردد الأخبار عن كون محطة الجزائر تبقى ''انتقالية''، تبقى وجهة عائلة القذافي المقبلة غامضة، أو بالأحرى سرية إلى حين الإعلان عنها في وقت لاحق. وفي ضوء شح المعلومات التي تطبع هذا الجانب لدواع يمكن تفسيرها كاحتياطات أمنية من أجل سلامة عائلة الزعيم الليبي المخلوع، يبقى احتمال أن تكون وجهتها دول سبق وأن عرضت على القذافي اللجوء السياسي واردا، وأكثرها التوجه إلى أمريكا اللاتينية وبعض الدول الأفريقية. أولى هذه الدول المرشحة، نيكاراغوا التي أعلن مستشار رئيسها للشؤون الاقتصادية باياردوا أريس، أن حكومة ماناغوا ستنظر في منح القذافي حق اللجوء السياسي إلى البلاد إذا ما طلب ذلك. وبرر المسؤول النيكاراغوي، هذا الموقف بكون ''الشعب النيكاراغوي سبق أن تمتع بحق اللجوء عندما استباح الديكتاتور سوموزا دماء شعبنا''. ومن جهتها تبقى فنزويلا بأمريكا اللاتينية، خيارا مثاليا آخرا لعائلة القذافي، نظرا لعمق العلاقات التي كانت تجمع البلدين، إلى جانب صداقة الرئيس هوغو تشافيز بالعقيد القذافي، كما سبق لحكومة فنزويلا أن انتقدت الحملة العسكرية التي شنها حلف الناتو على ليبيا، واستخدمت عبارات لاذعة لانتقادها. وقال تشافيز أثناءها ''إن الوضع المأساوي الذي تعيشه ليبيا سوف لن ينتهي بسقوط حكومة القذافي. لقد دمروا (قوات الناتو) البلد، ومنذ اليوم الأول تحملنا الواجب الأخلاقي لإدانة هذا التدخل''، مضيفا أن تلك البلدان التي تدمر ليبيا تسعى للسيطرة على مخزونات النفط الوفيرة هناك. أما إفريقيا فيبدو أن خيار دولة زيمبابوي لن يسقط من حسابات اللجوء لعائلة القذافي، ويغذي هذا الخيار، مؤشرات تدهور العلاقات بين الحكم الجديد في ليبيا وحكومة زيمبابوي التي قررت، أول أمس، طرد السفير الليبي لديها ''لانشقاقه عن نظام القذافي''، وأمهلت السفير الليبي مهلة ثلاثة أيام لمغادرة البلاد، وقالت حكومة الرئيس روبرت موغابي، الحليف القوي للعقيد معمر القذافي، الثلاثاء الماضي، في هذا الإطار إن السفير الليبي لدى زيمبابوي، يجب أن يغادر البلاد في غضون ثلاثة أيام، بعد أن حول ولاءه إلى المجلس الوطني الانتقالي. في وقت لم تعترف حكومة زيمبابوي لم تعترف بالمجلس الوطني ممثلا لشعب ليبيا. وتزامن هذا التطور، مع ما تداولته، أمس، أخبار عن احتمال تواجد القذافي في زيمبابوي، حيث قالت صحيفة ''نيزافيسيمايا غازيتا'' الروسية، أمس، إن هناك معلومات غير مؤكدة، مفادها أن الزعيم الليبي معمر القذافي هرب إلى زيمبابوي. وأشارت المعلومات إلى أن العقيد القذافي شوهد في مطار هراري، وأنه وصل إلى مطار زيمبابوي مستقلا طائرة تابعة لسلاح جو زيمبابوي، لكن هذه المعلومات تكذبها أخبار من داخل ليبيا تتحدث عن رصد مكالمات للقذافي في الداخل الليبي. وقد تكون بوركينا فاسو أيضا وجهة آمنة محتملة أخرى، لعائلة الزعيم الليبي المختبئ، فقد سبق أن عرضت هذه الدولة على القذافي اللجوء، بالموازاة مع اعترافها (حكومة بوركينا فاسو) بالمجلس الوطني الانتقالي، باعتباره السلطة الشرعية الوحيدة في ليبيا. وقال وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسول إن ''القذافي يمكنه الإقامة في المنفى ببلاده''، دون أن يورد أي تفاصيل، وذلك رغم أن بلاده موقعة على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. مع العلم أن بوركينا فاسو من بين الدول الأفريقية التي حصلت من القذافي في السابق على هبات ومساعدات ليبية ضخمة.