يرى الإعلامي الموريتاني والمختص في قضايا الساحل وغرب إفريقيا، سيدي محمد ولد جعفر، أن كل المؤشرات التي تعرفها المنطقة تؤكد بأنها ستعيش مزيدا من اللااستقرار ووضعا سيكون فيه الإرهابيون أكثر أريحية، خاصة أمام تزايد تدفق السلاح الليبي، معتبرا أن فرنسا أكبر مستفيد من الذي حدث في ليبيا. وقال محمد ولد جعفر في تصريح ل''الخبر''، بخصوص التطورات التي تعرفها منطقة شمال إفريقيا ومنطقة الساحل بفعل الحرب في ليبيا: ''أعتقد أن الكثيرين كانوا يريدون لهذه المنطقة عدم الاستقرار خاصة فرنسا وحليفها المغرب، وما عرقلة ملف التوارف في مالي إلا جزء من تلك الأجندة''، مضيفا: ''ليس سرّا أن حكام ليبيا الجدد في غالبيتهم غير بعيدين عن الفكر المتطرف، ولا شك أن صوملة ليبيا التي تلوح في الأفق ستجعل إرهابيي الصحراء الكبرى في وضع جيد لم يحلموا به''. واتهم الإعلامي الموريتاني فرنسا ''بالتغاضي عن انسياب السلاح من ليبيا عبر الصحراء الكبرى وعدم تقديم الدعم الاستخباراتي في هذه الفترة للماليين والنيجريين، خاصة وأنها ضمنت ربما ما تحتاج من النفط الليبي مقابل ما كانت تبحث عنه خاصة في حوض تاودني بين موريتانيا ومالي''، ويضيف في السياق: ''وبالتالي فإن تهريب السلاح إلى الإرهابيين يحقق لها هدفين: الأول عرقلة جهود دول الساحل في محاربة الإرهاب، والثاني إبعاد الشركات الأمريكية عن المنطقة''. وبخصوص التطمينات الفرنسية التي قدمتها للاتحاد الأوروبي حول انتشار السلاح الليبي في المنطقة، وأنه لن يصل إلى القاعدة، قال المتحدث: ''تطمئن أو لا تطمئن فهذا ليس مهمّا، لأن ليبيا ستحكم من قبل جماعة جاءت بها فرنسا أساسا، وما يهم فرنسا في الملف الليبي أساسا هو البترول والهجرة السرية''. وذهب ولد جعفر في تحليله بخصوص هذه القضية إلى أنه: ''قد تشهد الفترة القادمة صيغة من التواجد العسكري تحت ذريعة منع الهجرة السرية، أما الأسلحة فهي منتشرة وفرنسا ستساعد على انتشارها من خلال غض الطرف من أجل زعزعة الأمن خدمة لأجندتها، فهي حاولت وستحاول من خلال دورها في الأزمة الليبية بأن تظهر وكأنها لاعب دولي مهم، علما بأنها لا تمتلك القدرة الاقتصادية الكافية لذلك''.