النشاط الإرهابي في الساحل ازداد بفعل الأزمة الليبية - دور الجزائر محوري في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في المنطقة أجمع المتدخلون في الندوة الدولية حول مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتنمية والشراكة في الساحل التي افتتحت أمس بالجزائر على أن النشاط الإرهابي ازداد في المنطقة في المدة الأخيرة لأسباب عديدة أبرزها وأهمها الأزمة الليبية، وأكدوا أن الجزائر تعتبر الحلقة الأهم في الحرب ضد الإرهاب، كما دعوا إلى مزيد من التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة هذه الآفة ومصاحبة ذلك ببرامج تنموية سريعة وجدية لفائدة سكان المنطقة. حظيت الندوة الدولية حول مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتنمية التي افتتحت أمس بقصر الأمم بنادي الصنوبر بحضور رفيع المستوى من دول الساحل ومن الدول الكبرى الشريكة الولاياتالمتحدةالأمريكية، الصين ودول الاتحاد الأوروبي ومن المنظمات الجهوية والمؤسسات المالية، وأكد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية الذي أدار الندوة أن هذا الحضور يعكس الأهمية التي توليها كل هذه الأطراف للأمن والتنمية في الساحل. وأضاف مساهل في كلمة له باسم الجزائر "أن الحضور المكثف لهذه الندوة يعبر عن انضمام الجميع للتعبئة المدعمة من طرف الأممالمتحدة من اجل مكافحة الإرهاب باعتباره تهديدا جماعيا يتطلب إجابة جماعية". مساهل الذي قال أن هذه الندوة تعتبر الأولى من نوعها لأنها فتحت الباب أمام مختلف الشركاء على المستوى الثنائي، وعلى مستوى المنظمات الجهوية ومنظمة الأممالمتحدة والممولين ذكر بالمسار الذي اتبعته دول المواجهة من اجل توحيد رؤيتها وتنسيق جهودها أمام تحدي هذه الآفة. وبرأي المتحدث فإن دول الساحل طورت إطارا قانونيا للتعاون من خلال اتفاقيات ثنائية قانونية وغيرها و تدعمت بآليات في إطار إستراتيجية شاملة تقوم على أربعة أبعاد، هي البعد السياسي بفضل المشاورات المنظمة، البعد العسكري من خلال قيادة عملياتية موحدة، البعد الأمني من خلال التنسيق وأخيرا البعد التنموي الذي يشمل مشاريع مصغرة لصالح السكان الأكثر حرمانا في المنطقة، أو مشاريع كبرى كالطريق العابر للصحراء. ورافع الوزير المنتدب للشؤون المغاربية والإفريقية من أجل شراكة حقيقية وجادة في مجال مكافحة الإرهاب والتنمية في منطقة الساحل، واعتبر أن الوقت قد حان لإعطاء دفع للتعاون مع الشركاء في هذا المجال، وقال أن الجهود يجب أن توجه نحو تجفيف منابع تمويل الإرهاب، بما في ذلك تجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية التي تختطف الرهائن. كما شدد مساهل على أن الندوة هذه تأخذ بعدا خاصا بالنظر للأخطار والإسقاطات الناجمة عن الوضعية التي تعرفها ليبيا، خاصة ما تعلق منها بخروج كميات كبيرة من الأسلحة من مختلف الأنواع باتجاه دول الساحل، يضاف لها عبء العدد الكبير من المهاجرين الماليين والنيجيرين الذي غادروا ليبيا، لكن ورغم هذه التحديات يقول المتحدث فإن دول الساحل مصممة على تحمل مسؤولياتها الوطنية والجهوية والدولية ورفع هذا التحدي. وقد شهدت الندوة تدخل كل من وزراء خارجية دول الساحل الثلاثة المعنية وهي موريتانيا، مالي والنيجر الذين أكدوا تزايد الخطر الإرهابي في المنطقة بفعل مخلفات الأزمة الليبية، وفي هذا الشأن اعتبر حمادي ولد باب ولد حمادي وزير الشؤون الخارجية الموريتاني أن ثنائية الأمن والنماء الاقتصادي والاجتماعي رهانا جوهريا يترتب عليه مستقبل واستقرار وتقدم دول الساحل، ودعا إلى وضع سياسات حكيمة وبرامج طموحة للرفع من مستوى معيشة السكان وتجاوز انعكاسات التهميش والإقصاء الاجتماعي. من جهتها قدمت السيدة فيلاروسا ممثلة الإدارة الأمريكية تعازيها للحكومة الجزائرية على اثر الاعتداء الإرهابي ضد الأكاديمية العسكرية لشرشال وقالت أن هذه العملية الإرهابية تبين أن الجهود الجماعية المتظافرة قلصت من الخطر الإرهابي لكن لم تهزمه. وقالت المتحدة أن التهديد الإرهابي في المغرب العربي واحد وعلينا أن نواجه عدوا متحمسا له القدرة على التخطيط ومهاجمة الدول وقادر على التجنيد، فالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تبنت إستراتيجية لتعزيز مكانتها في المنطقة وربط فروع مع القاعدة. وأضافت انه رغم المأساة فإن دول الساحل قادرة على ر فع التحدي وهزم التهديد الإرهابي، الذي هو ليس خاصا بالساحل فقط، مشيدة هنا بالخبرة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب، وقالت انه على حكومات المنطقة توحيد جهودها في هذا الميدان، واعتبرت أن القدرات الاستخباراتية لن تحقق الأهداف المرجوة بل يجب معالجة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية وتقديم بدائل لرفع التحديات. وأشارت المتحدثة أن الرئيس اوباما وكاتبة الدولة الأمريكية هيلاري كلينتون عازمان على مواصلة تعزيز الشراكة مع الجزائر ودول الساحل وإفريقيا في ميدان مكافحة الإرهاب. وكشفت المتحدثة أن الجزائر سترأس أهم مجموعة خلال المنتدى الدولي حول مكافحة الإرهاب الذي ستنظمه الأممالمتحدة نهاية الشهر الجاري.من جهته قال الجنرال كارتر .ب هام ممثل قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا "افريكوم" في كلمة له أن تطبيق الإجراءات الأمنية يعتبر الحجر الأساس للقضاء على الإرهاب، داعيا في نفس الوقت إلى الاهتمام بالشراك،ة وقال أن حجم الوفود المشاركة في ندوة الجزائر يؤكد نجاعتها. وأكد المتحدث أن "افريكوم" ستقوم بدور أساسي في مكافحة الإرهاب في إفريقيا، وان الولاياتالمتحدةالأمريكية وإفريقيا عازمتان على تكثيف جهودهما في هذا الجانب، واعترف بتأخر بلاده في تبني سياسة واضحة في مجال مكافحة الإرهاب لكنه يؤكد اليوم أن "أفريكوم" مستعدة للعمل جديا من اجل بسط الأمن في أفريقيا. ونشير أن ممثلي كلا من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي أكدا على دور الجزائر المحوري في مجال مكافحة الإرهاب بالنظر للتجربة التي تملكها في هذا المجال وتبني مستشار الوزير الأول البريطاني فكرة تجريم دفع الفدية للإرهابيين، وبعد الجلسة الافتتاحية تواصلت أشغال الندوة في جلسة مغلقة. م- عدنان قالوا في الندوة لدينا اتفاقات مع ليبيا سنتعامل وفقها بخصوص عائلة القذافي في الوقت المناسب قال مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية أن الندوة فرصة لدول الساحل لتوضيح مواقفها بالنسبة للأمن وعلاقته بالتنمية، وهو الهدف الأول لها، كما أنها فرصة جماعية لتقديم حوصلة حول العلميات والجهود المبذولة من طرف دول الساحل في هذا المجال. وأضاف في تصريح له أمس قائلا "لابد من التنسيق مع الدول المجاورة ومع الدول التي لها رغبة في تقديم المساعدات، ونحن ننتظر أن تكون هذه المساعدات واضحة وتتطابق مع أولويات الدول المعنية وان تكون أكثر حجما.هذا الاجتماع هو الأول من نوعه وما دام مستوى الحضور رفيعا فنحن نتمنى أن يكلل بالنجاح ويفتح صفحة جديدة من التعاون على المستوى الجهوي و الدولي لمحاربة هذه الآفة الدولية، ونحن اليوم نعيش ظروفا جد صعبة خاصة بالنسبة لبعض الدول الإفريقية حيث المجاعة وغيرها، لذلك نتمنى أن نعطي فرصة لهذه الدول لتقديم حلول للمواطنين فيها".وفي رده عن سؤال حول صفة وجود أفراد من عائلة القذافي في الجزائر وهل هناك امكانية لتسليمهم مستقبلا قال مراد مدلسي" نحن وليبيا تربطنا اتفاقيات وانطلاقا من هذه الاتفاقيات سنعمل جاهدين في الوقت المناسب كي يكون هناك حل متطابق مع هذه الاتفاقيات". محمد بازوم وزير خارجية النيجر الأزمة الليبية حولت الساحل لبرميل بارود أكد وزير خارجية النيجر محمد بازوم أمس بالجزائر أن الأزمة الليبية حولت المنطقة إلى برميل بارود وحقل من السلاح الذي أصبح يتداول على أوسع نطاق، وواصل يقول أن السلطات النيجيرية تمكنت في المدة الأخيرة من وضع يدها على كميات كبيرة من الأسلحة والمواد التفجيرية، منها كميات من مادة "سيمثاكس" شديدة الانفجار. وحسب بازوم فإن القاعدة تمكنت من الاستقرار في النيجر بدليل الاشتباك الأخير بين عناصرها وعناصر من الجيش النيجيري، معتبرا دخول العديد من المقاتلين من التوارق ومن قبائل أخرى الذين قاتلوا إلى جانب قوات العقيد معمر القذافي التراب النيجيري بعد وصول المعارضة إلى طرابلس مشكلا حقيقيا. وأشاد الوزير النيجيري للخارجية بالجهود الجبارة التي بذلتها الجزائر من اجل تنظيم هذه الندوة، داعيا إلى تجميع الجهود من اجل مكافحة ظاهرة الإرهاب في المنطقة، وضرورة ربطها بالنمو الاقتصادي في المنطقة. وحول إمكانية دخول العقيد معمر القذافي إلى النيجر ضمن القافلة الكبيرة من السيارات التي عبرت الحدود قبل أيام نفى محمد بازوم نفيا قاطعا دخول القذافي التراب النيجيري، وقال أن الحكومة النيجيرية كشفت هوية العناصر القيادية التي دخلت البلاد. سومايلو بوباي مايغا وزير خارجية مالي 50 طنا من الكوكايين تمر سنويا عبر الساحل كشف وزير الخارجية المالي خلال تدخله في أشغال الندوة الدولية حول مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتنمية أمس بالجزائر أن حوالي 50 طنا من الكوكايين تعبر سنويا عبر دول الساحل باتجاه اروبا، وهو أمر خطير إذا ربط بالإرهاب والجريمة المنظمة في المنطقة، حيث أن المجموعات الإرهابية وعلى رأسها التنظيمي الذي يسمى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تتغذي من عائدات المخدرات والفدية. وأضاف مايغا أن الرهان والهدف من هذا اللقاء هو الإسراع في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتوحيد الرؤى حول تنمية شاملة بمنطقة الساحل لتجنب تفاقم الوضع الاجتماعي الذي يتغذى منه الإرهاب. أندري بارون مساعد مستشار الرئيس ساركوزي فرنسا ملتزمة بمكافحة الإرهاب في الساحل وقد دفعت ثمنا لذلك اعتبر أندري بارون مساعد المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ندوة الجزائر حول مكافحة الإرهاب في الساحل مبادرة حسنة من الجزائر وفرصة لتقاسم الرؤى حول مجابهة هذه الظاهرة، وقال في تصريح صحفي له أمس بقصر الأمم أن الجزائر على حق فيما يتعلق بظاهرة الإرهاب، وانه يجب متابعة هذه الآفة بكثير من التفطن واليقظة، وهو مشكل يجب مراقبته عن قرب لما يحمله من أخطار.ونفى المتحدث أن تكون فرنسا قد تغافلت عن الإرهاب في منطقة الساحل والدليل على ذلك -على حد قوله- أنها تدخلت عسكريا ضد الجماعات التي اختطفت رهائن فرنسيين بالمنطقة وقد دفعت الثمن غاليا جراء ذلك. ولدى رده عن سؤال متعلق بقضية التدخل العسكري الفرنسي في المنطقة لتحرير الرهائن والذي يعتبره البعض تدخلا في الشؤون الداخلية لدول الساحل نفى بارون أن يكون ذلك تدخلا لأنه تم بالاتفاق مع حكومات موريتانيا، مالي والنيجر، مضيفا أن فرنسا وقفت دائما إلى جانب هذه الدول في مكافحة الإرهاب وقدمت مساعدات لها ترجمت في تكوين أفراد من القوات المسلحة لهذه الدول. وعبر عن التزام فرنسا بالعمل مع دول الساحل من اجل مكافحة ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة، والعمل على استعادة المناطق التي تنشط فيها الجماعات الإرهابية وبسط الأمن فيها، والعمل على تنميتها حتى لا يحس قاطنوها أنهم وحدهم.