لقي في سوريا أمس، 12 شخصا على الأقل مصرعهم من بينهم 5 عسكريين. في وقت تواصل أجهزة الأمن السورية عملياتها، لاحتواء الاحتجاجات المتصاعدة يوميا، والتي تعزّزت بمظاهرات ''أحد إسقاط النظام البعثي''، وتحرّك سياسي للمعارضة السورية، مع زيادة عدد المنشقين في الجيش السوري، الذي قدّره المسؤول الأمريكي بيتر هارلينغ، بالآلاف، وقال إن بضع مئات منهم قد اندمجوا في مجموعتين متنافستين على ما يبدو، وهما: الجيش السوري الحر، وحركة الضباط الأحرار. تتحده الأخبار حسب تقارير إعلامية مختلفة واردة من سوريا عن تأزم الوضع، بتصاعد حدّة الاشتباكات خاصّة في حمص، وفي ضواحي العاصمة دمشق، وفي منطقة حوران الجنوبية، وعلى الحدود بالقرب من تركيا. كما تحدث مسؤولون ودبلوماسيون سوريون عن نصب 3 كمائن لمركبات عسكرية في حمص، التي قتل فيها ما لا يقل عن 5 جنود، وأفاد ناشطون بوقوع اشتباكات أخرى بين جنود وفارين في مناطق عدة من سوريا. وكشف من جانبه المرصد السوري لحقوق الإنسان من مقره في لندن عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 11 بجروح، ثلاثة منهم بحالة حرجة، خلال عملية مداهمات وملاحقات أمنية في مدينة ''حلفايا'' التي تبعد 17 كلم من مدينة حماة. كما أوردت مصادر متطابقة وقوع ثلاثة قتلى في قريتي سرجة وكفر عويد في منطقة جبل الزاوية (شمال غرب) برصاص قوات الأمن، التي قامت بعمليات دهم في هذه المنطقة. وفي تطور آخر، طالب علي سالم الدقباسي رئيس البرلمان العربي، أمس على هامش الاجتماعات التحضيرية للدورة العادية للبرلمان، والتي بدأت في الجامعة العربية، بتجميد عضوية سوريا واليمن في جامعة الدول العربية ومؤسساتها. واصفا ما يجري في سوريا ب''الإبادة الجماعية''. وأجمعت ردود الفعل الدولية على ضرورة وضع حد للعنف وقتل المدنيين في سوريا، كما جاء على لسان الأمين العام للأمم المتحدة ''بان كي مون''، الذي دعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف ''موحّد'' من حملة القمع التي يشنّها النظام السوري منذ اندلاع الاحتجاجات قبل ستة أشهر. وفي جنيف أدانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الهجمات على الخدمات الطبية في سوريا، مؤكدة أن فرق الإغاثة وسيارات الإسعاف تعرضت لإطلاق النار مرارا في البلاد. وفي الوقت الذي أنهى فيه أمس، نحو 300 معارض سوري، أشغال مؤتمر عقد في بلدة في ريف دمشق، بدعوة من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطية، التي تضم أحزابا ''قومية عربية'' وأخرى اشتراكية وماركسية، إضافة إلى أحزاب كردية وشخصيات مستقلة، بالدعوة إلى ''إسقاط النظام الاستبدادي الأمني'' مع التمسك ب''سلمية الثورة''، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد أمس وفدا عن المجلس الاتحادي الروسي الذي وصف رئيسه محادثاته مع بشار ب''منفتحة واستندت إلى الثقة''، مضيفا ''نعتقد أيضا أن القادة السوريين ينوون المضي قدما في الإصلاحات السياسية وتوفير كل الظروف الضرورية لتصليب المجتمع والقوى الوطنية في البلاد''. من جانبه أشاد بشار الأسد بالموقف الروسي ''المتوازن'' حيال التطورات في سوريا. كما حذر من ''محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا ومحاولات زعزعة الاستقرار فيها''، رافضا أي ''تدخل خارجي يهدد بتقسيم وتفتيت دول المنطقة ويزيد من خطر التطرف فيها''.