أعلن السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، كريم طابو، أن كل العوامل مجتمعة لإحداث نقلة نحو الديمقراطية وممارسة الحريات الفردية. وقال إن الجزائر تمثل البلد الأكثر نضجا للتطلع إلى التغيير الجذري في سبيل بلوغ الرفاهية والتمتع بالحقوق المدنية التي تكرس نظام التعددية والخروج من الفكر الأحادي وتجسيد القطيعة مع السلطة القائمة. واتهم المسؤول الأول عن الأفافاس، بمناسبة التجمّع الشعبي الذي نشطه، مساء أمس، بقاعة دار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، احتفالا بالذكرى 48 لتأسيس الحزب، السلطة باعتمادها أسلوب تخويف وترويع السكان الذين يتوقون إلى الحرية والتمتع بحق التعبير الحر، من خلال لجوئها إلى توظيف ورقة الكل الأمني كرهان لكبح جميع أساليب النضال الديمقراطي الذي يتبنى تغيير نظام الحكم كهدف أسمى. كما انتقد كريم طابو بعض الأطراف الفاعلة في الطبقة السياسية، متهما إياها بالتواطؤ مع السلطة لإجهاض الحراك السياسي والوقوف سدا منيعا أمام إرادة الشعب الذي يتطلع إلى تغيير أحواله وتحسين ظروف معيشته. كما فتح النار على الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، التي قال عنها، دون ذكرها بالاسم، ''إنها تدعي انتماءها إلى التيار اليساري وإلى الطبقة البروليتارية، لكن جيوبها في اليمين''، في تلميح منه إلى مهادنة حزبها للسلطة كلما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات مصيرية. وحمّل طابو نظام الحكم القائم مسؤولية ''افتعال المشاكل والتفنن في تدبير المؤامرات التي تحاك ضد المعارضة بهدف ضربها في الصميم''، مؤكدا أن السلطة قد نفذت ثلاث مؤامرات فاشلة متمثلة في تنظيم مسيرات شعبية مزيفة، في إشارة منه إلى دعوات تنسيقية التغيير الديمقراطي إلى الخروج إلى الشارع، وافتعال أحداث شغب للتنديد بغلاء أسعار الزيت والسكر، وامتد فتيلها إلى معظم أنحاء البلاد، بالإضافة إلى الدعوة للثورة عبر شبكة التواصل الاجتماعي ''فايس بوك''، بحيث وصف طابو هذه المحاولات ''اليائسة'' بأنها مناورات تحمل علامة السلطة لطمس المشاكل الفعلية التي يتخبط فيها المواطن باستمرار.