بدأ المشيعون لموتاهم بمقبرة باتنة الوحيدة في حي بوزوران، في التساؤل عن الأماكن التي سيتم فيها دفن المتوفين في المستقبل القريب، بعد أن امتلأت المقبرة باللحود، إذ لم تتبق سوى مساحة قليلة قد تضيق بالموتى على مدى الأشهر المقبلة، بالنظر إلى أن معدل المتوفين الذين يتم دفنهم يوميا ويصل إلى أربعة موتى. مع هذا العدد من القبور التي يتم فتحها يوميا، بدأ سكان المدينة في الحديث عند تشييع كل ميت عن الإجراءات المتخذة من قبل مصالح البلدية لاقتناء قطعة أرضية في اتجاه الشرق، إلا أن الكثير لا يعلم أن تلك القطعة الشاغرة تعدّ من الأملاك التابعة للقطاع العسكري، باعتبارها جزءا من ميدان التدريب والرمي الذي تشرف عليه المدرسة التطبيقية لسلاح الدبابات. وفي هذا الشأن، أوضح رئيس بلدية باتنة ل''الخبر'' بأن البحث عن مساحة جديدة لإلحاقها بالمقبرة أصبح شغله الشاغل منذ أكثر من سنة، بعد أن أدرك بأن مقبرة بوزوران لم تعد بها مساحة كافية على المدى المتوسط لتضم جثامين الموتى بأعدادهم المتزايدة يوميا. ومن أجل ذلك، أكد نفس المسؤول على إحالة القضية على والي ولاية باتنة، من أجل التوصل إلى حل يضمن مساعدة البلدية في الحصول على مساحة إضافية بجوار المقبرة الحالية، عن طريق الاتصال بالجهات المكلفة بالأملاك العسكرية قصد التنازل عليها لفائدة المنفعة العامة، كمساحة شاغرة تضاف إلى المقبرة المركزية، مثلما حدث في بداية التسعينيات، إذ تنازلت السلطات العسكرية عن قطعة أرضية كبيرة من أملاكها لتوسيع ذات المقبرة. ومع هذا الهاجس الذي بدأ يثير قلق سكان عاصمة الأوراس، أشار رئيس البلدية إلى إمكانية دفن الموتى في مقبرتي عائلة ''ملاخسو'' الواقعة على طريق تازولت بعد إحاطتها بالسياج وتعبيد الطريق إليها، أو مقبرة أولاد عدي الواقعة بأعالي حي كشيدة كحل مؤقت. كما كشف عن اتصالات أجرتها البلدية مع مالكي الأراضي الشاغرة بحي لمباركية قصد شراء قطعة أرضية تخصص لمقبرة جديدة، لكن العملية لم تتجاوز مرحلة الاتصالات وجس نبض المواطنين المعنيين. ورغم ذلك، فإن البحث عن أماكن لدفن موتى المدينة أصبح انشغالا عاما يزداد مع تقلص المساحة المتبقية داخل مقبرة بوزوران التي ضاقت بالمنتقلين إلى الرفيق الأعلى.