مصر رفضت استقبالنا بدعوى أننا خارجون عن القانون لايزال حميد زوبا يتذكر أبرز المحطات التي عاشها، سواء عندما كان لاعبا شابا متألقا في الجزائر قبل اندلاع الثورة الجزائرية، أو عندما حمل رفقة زملائه مشعل الترويج للثورة الجزائرية، وهو يحمل ألوان الجزائر في صفوف منتخب جبهة التحرير الوطني الذي لعب عددا قياسيا من المقابلات، أكثرها لعبها الفريق في البلدان العربية والبلدان الأوروبية التي كانت تصنف شيوعية. بدأ زوبا علاقته مع كرة القدم عام 1947 ضمن نادي أولمبيك المسلمين لسانت أوجان. ومثلما يؤكد عليه زوبا، فإن الأندية التي كان يلعب في صفوفها لاعبون جزائريون كانت توظف من أجل الترويج لإطلاق شرارة الثورة، أكثر من الانشغال بتكوين اللاعبين والفوز بالمقابلات. وفي عام 1950 اضطر زوبا إلى حمل حقائبه للعب في فرنسا، حيث بدأ مشواره الاحترافي في ناديين معروفين وقتها، وهما نيور ونيم، قبل أن يتخذ قرارا حاسما باللحاق بمنتخب جبهة التحرير الوطني عام 1958 عندما تنقل الفريق إلى تونس. ويقول زوبا إن تأسيس هذا المنتخب كان الهدف منه إطلاق حملة لتحسيس العالم بالثورة الجزائرية، ونقل رسالتها إلى كل العالم عبر المقابلات التي خاضها الفريق. ويتذكر ''الشيخ'' أن العدد الكبير من المقابلات التي خاضها الفريق جرت في أوروبا الشرقية سابقا، وهذه البلدان فتحت ذراعيها للجزائر كون كرة القدم بها لم تصل درجة الاحتراف، مما كان يعني أنها غير معنية بالعقوبات التي يفترض أن تسلطها الاتحادية الدولية وقتها على المنتخبات التي تصنف خارج عن القانون. ويوضح زوبا أن لاعبي المنتخب كانوا بالنسبة لفرنسا خارجين عن القانون، بسبب تركهم الأندية الفرنسية، واختيارهم اللعب لصالح منتخب جبهة التحرير الوطني الذي لم يكن معترفا به حينها. ويتذكر زوبا أن أفضل المقابلات التي أجراها الفريق كانت أمام منتخب رومانيا، برومانيا، وفاز بها المنتخب الجزائري بنتيجة 2/.0 وكشف زوبا أن الجماهير الرومانية طلبت وقتها من فريقه إجراء مقابلة ثانية مع بطل رومانيا العائد بأيام من مشاركته في بطولة أوربا، وتلقى النادي هزيمة أمام المنتخب الجزائري بنتيجة 0/1 وسط إعجاب روماني منقطع النظير، على حد وصف زوبا، الذي أضاف أن الفوز الذي حازه منتخب جبهة التحرير الوطني على حساب منتخب يوغسلافيا بمدينة زاغراب بنتيجة 5/1 سيبقى في التاريخ، لأنه كان الأفضل بالنسبة لمشوار الفريق، حسبه. ولفت المتحدث الانتباه إلى أن كل البلدان العربية رحبت باستقبال الفريق فوق أراضيها، إلا مصر التي خشيت من عقوبات الفيفا، رافضة استقبال المنتخب الجزائري بدعوى أنه لم يكن معترفا به دوليا، مذكرا أن المنتخب الجزائري كان يتنقل من تونس إلى مصر على متن حافلة، خشية تعرض اللاعبين إلى انتقام من الفرنسيين في حال أنهم اختاروا التنقل من مصر إلى تونس جوا. تتويج المولودية بكأس إفريقيا حدث لا ينسى بعد الاستقلال، اختار زوبا التوجه إلى تونس، ملتحقا بنادي موناستير الذي حمل ألوانه لمدة عام، وقال إنه تعلم مهنة التدريب في تجربته بتونس، قبل أن ينتقل إلى سويسرا ليلعب مع أندية نيوشاتل وبارن وغرانج لمدة أربع سنوات، وقال إنه كان يسمح للاعبين السابقين لمنتخب جبهة التحرير الوطني باللعب في الخارج، مادام أن هؤلاء لازالوا قادرين على العطاء. ويؤكد زوبا أنه عاش تجارب ناجحة مع كل الأندية التي دربها في الجزائر، سواء تعلق الأمر باتحاد بلعباس أو وداد بوفاريك أو مولودية الجزائر أو حتى وفاق سور الغزلان، إلا أن التتويج التاريخي مع مولودية الجزائر عام 1977 بكأس إفريقيا للأندية شكل أغلى التتويجات، لأن الفوز كان الأول من نوعه في تاريخ الجزائر. ورغم تأكيده على أن كرة القدم جلبت له أفراحا كبيرة، إلا أنه لازال يتذكر واقع تحويله إلى رائد القبة قادما من مولودية الجزائر، بقرار من وزير الشباب والرياضة الأسبق حوحو غداة الإصلاحات التي عرفتها الرياضة الجزائرية عام .1977 وهو التحول الذي لم يرقه، مما اضطره، مثلما يقول، إلى الهجرة نحو ليبيا التي درب فيها أندية لمدة أربع سنوات، قبل أن يعود إلى الجزائر عقب مشاركة ''الخضر'' في مونديال إسبانيا عام .1982 وقال إنه درب الفريق الوطني ست مرات منذ عودته من ليبيا، ملفتا النظر أنه عيّن لأول مرة مدربا للفريق الوطني عام 1970 رفقة بن تيفور، واضطر إلى تقلد المسؤولية لأول مرة لوحده بعد وفاة زميله بن تيفور في حادث مرور في تيزي وزو.