قام ما بين 200 إلى 300 شخص مسلح في العاصمة الليبية طرابلس، ليلة الأحد إلى الاثنين، بالاعتداء على حرمة مسجد، كما عمدوا إلى إخراج جثتي إمامين، بحسب شهادات نقلها شهود عيان لوكالة الأنباء الفرنسية. وقال هؤلاء، وهم في حالة ذهول، إنهم شاهدوا مئات الملتحين المزودين بأسلحة رشاشة، وهم يقتحمون مسجد المصري بالقوة، قبل أن يبدأوا في حفر قبري الإمامين عبد الرحمن المصري وسالم أبو يوف. وبعدها عمد هؤلاء المسلحون إلى إحراق مصاحف وكتب بالمدرسة القرآنية الموجودة بهذا المسجد. وقال مدرس، رفض الكشف عن هويته لوكالة الأنباء الفرنسية، إن المسلحين ''كانوا كلهم ملتحين ويرتدون الزي العسكري، كانوا منظمين، حيث حاصروا المسجد وكانوا يتحدثون بجهاز اللاسلكي، أكيد أنهم الإسلاميون المتطرفون''. وقبل ذلك، كانت مقبرتان بمنطقة قرقاش في العاصمة قد تعرضتا أيضا لأعمال تخريب. ميدانيا، قتل 17 مقاتلا من قوات المجلس الانتقالي، وجرح خمسون آخرون في معارك مع القوات الموالية للعقيد في مدينة بني وليد، كما أفاد مسؤول عسكري في المجلس. وبالموازاة قال مقاتلو المجلس الانتقالي الليبي إنهم يقتربون من بسط سيطرتهم الكاملة على مدينة سرت، مسقط رأس العقيد القذافي، في حين اضطروا للانسحاب من مطار بني وليد جنوب شرقي العاصمة طرابلس بعد ساعات من الاستيلاء عليه. ونقل مراسل الجزيرة عن قادة ميدانيين أنهم سيطروا على مواقع متقدمة داخل مدينة سرت، بعد اشتباكات ضارية مع كتائب القذافي، استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة. وسيطر مقاتلو المجلس الانتقالي، في هذا الإطار، على المستشفى الرئيسي في مدينة سرت، أول أمس الأحد، كما ألقوا القبض على أكثر من عشرة مقاتلين موالين للقذافي كانوا يستخدمون المباني في إطلاق قذائف الهاون والقذائف الصاروخية، وفق رويترز نقلا عن شاهد عيان. وسيطر الثوار كذلك على جامعة سرت وسط المدينة، كما سيطروا على الأبنية الرئيسية لمركز مؤتمرات واغادوغو، وهو آخر موقع حصين لمن تبقى من كتائب القذافي هناك. وفي هذه الأثناء، قالت الجزيرة إن مقاتلي المجلس الانتقالي اضطروا إلى الانسحاب من مطار مدينة بني وليد، بعد ساعات من سيطرتهم عليه. وأضافت أن اشتباكات عنيفة جرت بينهم وبين كتائب القذافي، خلفت عدداً من القتلى والجرحى في صفوف المقاتلين. وقالت مصادر للجزيرة القطرية إن مقاتلي المجلس تلقوا أوامر بعدم الهجوم على المدينة، والاكتفاء بمواصلة محاصرتها حتى السيطرة على سرت، بغية إرسال دعم للثوار المرابطين حول المدينة من ثوار مدينة مصراتة.