مئات القتلى والجرحى في سيناريو الرعب بليبيا تواصلت أمس المظاهرات المطالبة برحيل الزعيم الليبي معمر القذافي، وتعرض المحتجون في شوارع بنغازي ثاني أكبر مدن الجماهيرية الى اطلاق كثيف للرصاص وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن أحد المحامي. وذكر المحامي محمد المغربي لوكالة "فرانس برس" أن آلاف الاشخاص تظاهروا أمس أمام محكمة بنغازي بينما يقوم محتجون آخرون بمهاجمة ثكنة المدينة، متحدين إطلاق الرصاص عليهم، مشيرا الى مقتل مالا يقل عن 200 شخص على الاقل ببنغازي وحدها منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية الثلاثاء الماضي، كما نقلت وكالة فرانس برس عن منظمة هيومن رايتس ووتش صباح أمس أن مستشفى الجلال في بنغازي استقبل أول أمس 20 قتيلا و 25 جريحا في حالة خطيرة. وحسب ذات المنظمة فإن 104 اشخاص قتلوا في ليبيا منذ بدء المظاهرات، بينهم 20 قتلوا الخميس و 35 قتلوا الجمعة الماضي. وطالب المحامي محمد المغربي الصليب الأحمر بإرسال مستشفيات ميدانية متنقلة الى ليبيا. وقال - حسب ذات الوكالة - أن آلاف الاشخاص بينهم محامون على وجه الخصوص تظاهروا أمس أمام محكمة بنغازي، وأنه تم تسمية هذه الساحة بساحة - التحرير 2 - وببنغازي، أيضا اقتحم متظاهرون مقر صحيفة "قورينا" المقربة من سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي. وذكر رئيس تحرير الجريدة رمضان بريكي لوكالة الأنباء الفرنسية أن حوالي عشرة أشخاص اقتحموا المقر وطلبوا من العاملين به مغادرته. وكانت أنباء قد ترددت في وقت سابق - حسبما نقله موقع "إيلاف" حول هروب العقيد معمر القذافي الى مدينة سبها الجنوبية، ونقل الموقع عن بعض المصادر أن عدد القتلى في بنغازي وحدها ارتفع الى 500 قتيل. وكانت المظاهرات المطالبة بتنحي القذافي قد شملت مدن درنة والبيضاء وأجدابيا وطبرق والزنتان وطرابلس وتاجورا وشحات، وسدراتة والرجبان وايفرن وجادو، والقبة. وحسب موقع "ايلاف" فإن رسائل الهاتف هددت المواطنين. من الخروج إلى الشارع، وتوعدتهم بالقتل في حال الخروج، وأفاد ذات الموقع أن الساعدي نجل القذافي يكون محاصرا في قصره. ووفق ما نقله موقع القدس العربي عن شهود عيان يقيمون في بنغازي فإن الجيش قصف المناطق السكنية في المدينة بالقذائف الصاروخية، وأن مرتزقة استخدموا الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين وروى هؤلاء الشهود حسب ذات الموقع أن مرتزقة ماليين قتلوا 25 شابا عثر على جثثهم. وفي خضم التطورات المتسارعة بليبيا، نقلت وكالة الأنباء عن مصدر رسمي في طرابلس، أنه تم ليلة السبت إلى الأحد إحباط محاولة لتخريب أنابيب النفط في جنوب البلاد مشيرا إلى توقيف ستة ليبيين، وإصابة إثنين من رجال الأمن. وقال ذات المصدر أن أشخاصا يعملون بالحقل البترولي في صرير قام بحرق المبنى الإداري للحقل وألحقوا أضرارا بمحلات للخدمات، قبل أن يحاولوا إضرام النار في آبار بترولية غير أن الحراس المكلفين بحماية هذه المنشآت تفطنوا لهذه المحاولة وقاموا بتوقيف هؤلاء الأشخاص. وأضاف ذات المصدر بحسب ذات الوكالة أن التحقيق كشف بأن الموقوفين زودوا بأسلحة في الخارج وتلقوا تعليمات عبر الأنترنيت. بالمقابل وعلى المستوى الرسمي، أعلنت وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن أجهزة الامن الليبية ألقت القبض على "عشرات من عناصر شبكة أجنبية" من جنسيات عربية مختلفة، وأتراك، مهمتهم "ضرب استقرار" البلاد. وقالت الوكالة نقلا عما وصفتها بمصادر مؤكدة، أن "أجهزة الأمن تمكنت منذ الأربعاء الماضي من إلقاء القبض في بعض المدن على العشرات من عناصر شبكة أجنبية مدربة على كيفيه حصول صدام، لكي تفلت الأمور، وتتحول إلى فوضى لضرب استقرار ليبيا وأمن أمان مواطنيها ووحدتهم الوطنية". وأضافت الوكالة أن "هذه العناصر التي تنتمي لجنسيات تونسية ومصرية وسودانية وتركية وفلسطينية وسورية مكلفة بالتحريض على القيام بهذه الاعتداءات وفق برامج محددة". وأمام الوضع الداخلي المتفجر في ليبيا وما تخلله من عمليات قمح للمتظاهرين وجه نحو 50 من علماء المسلمين في ليبيا نداء عاجلا أرسل إلى قوات الأمن من أجل وقف القمع. وضم النداء الذي أوردته وكالة "رويترز" علماء الدين والمفكرين وزعماء العشائر من طرابلس وبني وليد والزنتان وجادو، ومسلاته ومصراته والزاوية وبلدات وقرى أخرى بالمنطقة الغربية.