أعلن الجيش الباكستاني أمس أن خمسين إسلاميا وثمانية جنود قتلوا في الهجوم الذي شنه فجر الثلاثاء على المسجد الأحمر الذي يتحصن فيه يتحصن إسلاميون يشتبه بصلتهم بالقاعدة ويحتجزون نساء وأطفالا يقدر عددهم "بالمئات", إلى جانب ما يقارب مئة ناشط يأتمر بمقربين من تنظيم القاعدة استولوا على المسجد ويحتجزون بين ثلاثمئة واربعمئة طالب بينهم نساء وأطفال "كدروع بشرية". قال الناطق باسم الجيش الجنرال وحيد إرشاد بشأن "عدد الناشطين حسب المعلومات المتوافرة لدي من قواتنا التي تقوم بالعملية تشير إلى مقتل نحو 58 إسلاميا, بينما استشهد ثلاثة عناصر من الأجهزة الأمنية" في وقت لا يزال يسمع فيه تبادل متقطع لإطلاق النار من مآذن المسجد, وأكد "انه هجوم نهائي لتنظيف المكان من الناشطين المسلحين", وقال مسؤول عسكري آخر طالب عدم ذكر اسمه "أن خمسين ناشطا استسلموا للجيش بعدما أعطيت لهم فرصة أخيرة". وأضاف الناطق باسم الجيش أن قوات الأمن تمكنت من إنقاذ عشرين طفلا, 27 امرأة بينهن زوجة زعيم المتحصنين في المسجد, "لقد أنقذنا هؤلاء النساء من أيدي الراديكاليين ومعهن ثلاثة أطفال, كان الراديكاليون يحتجزنهن رهائن لكن الجنود نجحوا في إخراجهن", ومن "بين النساء أم حسن وابنتها" في إشارة إلى زوجة عبد العزيز غازي زعيم المسجد الأحمر الذي أوقف مساء يوم الأربعاء وهو يحاول الهرب مرتديا النقاب, في حين لا يزال شقيقه عبد الرشيد غازي مساعده في المسجد متحصنا في المبنى. من جهة أخرى أفاد مصدر من داخل المسجد اتصلت به وكالة الأنباء الفرنسية هاتفيا أن "الجثث" منتشرة في كل مكان على ارض المسجد, وقال هذا الرجل الذي كان يرد بواسطة احد الهواتف المحمولة العديدة لعبد الرشيد غازي زعيم المجموعة، "لا يوجد أي اتصال بيننا لان أحدا لا يستطيع مغادرة الغرف والطوابق السفلى, وهناك الجثث في كل مكان", وأوضح أن غازي زعيم المجموعة لا يزال على قيد الحياة لكن "والدته توفيت, في الهجوم الأول, وقد ماتت اختناقا بسبب الدخان الناجم عن الحرائق والانفجاريات". وأكد الجنرال إرشاد أن حوالي 70 من المجمع أصبح تحت سيطرة القوات الباكستانية, لكن الإسلاميين لا يزالون يسيطرون على الطوابق السفلى والجناح المخصص للخدم, وأكد أن المجموعة تبدي "مقاومة شديدة" حيث تملك أسلحة رشاشة والقنابل يدوية وقاذفات صواريخ, مؤكدا أن أي عملية تفجير انتحارية لم تحصل داخل المجمع الشاسع, عل أساس أن الصحافة ذكرت سابقا أن المتحصنين في المسجد مجهزون بأحزمة ناسفة. للتذكير فقد أكد غازي أن 1800 شخص موجودون إلى جانبه مشددا على أنهم مستعدون للشهادة بدلا من الاستسلام, وتوعد أن دمهم سيطلق "الثورة الإسلامية", متهما الحكومة ب"الإبادة", وقال لإذاعة خاصة "أتساءل إن كان بنية الحكومة أصلا حل الأزمة, فكل ما يريدونه هو الإبادة". وفي أول رد فعل دولي على اقتحام الجيش الباكستاني للمسجد قال سالم الفلاحات، المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن أمس لوكالة الأنباء الفرنسية انه "لأمر مدان أن يتم قتل الناس بهذه الطريقة ومحاصرة الأماكن التي لها حرمة سواء أكانت مساجد أو كنائس (...) هذه صورة مؤلمة حقا", واعتبر ذلك "معالجة خاطئة" للازمة بعد الإعلان عن مقتل 58 شخصا في الهجوم, وأضاف "من المؤسف أن تنتهك حرمة الأماكن المقدسة بهذه الطريقة الخاطئة وان يستهان بأرواح الأطفال والنساء والأبرياء"الذين كانوا متحصنين داخل المسجد. وتساءل الفلاحات "ماذا كان سيحصل لو تركوا المسجد لبضع أيام أخرى في المنطقة المحاصرة ليخرج الناس بطبيعة الحال، أما أن يستهان بدماء الأبرياء فهذه سوابق خطيرة,.. كنا نأمل أن تعود إلى عمقها الإسلامي والعربي وان تبتعد عن التوجيه الخارجي ونيل رضا أمريكا بحجة محاربة الإرهاب". من جانبه، اعتبر زكي بني أرشيد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للإخوان المسلمين في الأردن، أن "هذه معالجة خاطئة للمشكلة بغض النظر عن الأسباب والدوافع واختلافنا مع المنهج السياسي والفكري للمجموعة التي قيل أنها تتحصن في المسجد, كان بالإمكان التفاوض والحوار وعدم اللجوء إلى القوة لان المعالجة العسكرية والأمنية تقود باستمرار إلى توترات, واعتبر حسم المشكلة عسكريا في المسجد لا يعني حسمها في المجتمع الباكستاني وهذا من شأنه أن يحفز بقية أعضاء المجموعة إلى القيام بأعمال ثأرية وانتقامية باكستان في غنى عنها". حسين زبيري/ أف ب