عاش سكان مدينة الحروش بسكيكدة، مساء يوم الخميس الماضي، ليلة عصيبة، بفعل تساقط أمطار رعدية أدت إلى فيضان وادي النساء، ما تسبب في وفاة امرأتين كانتا داخل سيارة من نوع '' رونو سامبول'' جرفهما الوادي، الذي ارتفع منسوب مياهه، ليتجاوز كل الممرات، فيما تمكن رجل من الفرار قبل أن تداهمه السيول. كما تمكنت مصالح الحماية المدنية من إنقاذ 21 شخصا من موت حقيقي، 19 منهم كانوا على الطريق البلدي رقم 6 المؤدي إلى قرية السعيد بوصبع. وحسب المعلومات الأولية المتوفرة في شأن هذه الحادثة، فإنه وأثناء عبور سيارة لوادي النساء داهمتهم سيوله وجرفهم فيضان الوادي، الذي تسبب في إتلاف مساحات من المزروعات والمواقع الفلاحية والصناعية، ما خلف خسائر مادية جسيمة كان لها وقع كبير في نفوس سكان المنطقة. وكانت نصف ساعة من التساقط الغزير كافية لتحول المنطقة، التي تضررت كثيرا إلى مستنقع حقيقي، خصوصا بعد تدمير منازل، وإتلاف العديد من المحاصيل الزراعية، كما جرفت السيول 16 سيارة سياحية كانت تعبر الطريق المذكور. وحسب بعض الشهادات، التي جمعناها من عين المكان، فإن الحديث كان يدور حول السيارة التي جرفتها المياه بالطريق الوطني رقم ,3 والتي تمكن سائقها من الخروج منها أمام هول السيول، مصرحا أنه ترك امرأتان داخل السيارة، ما دفع الحماية المدنية إلى الاستنجاد بغطاسيها بحثا عنهما. المصالح المتخصصة، التي التقينا بها في عين المكان، ومن بينها مدير الحماية المدينة، صرحوا ل''الخبر'' أن الحصيلة التي بحوزتهم تنحصر في المرأتين، وعدد من السيارات التي جرفتها المياه، بالإضافة إلى تضرر عدد من الهياكل التابعة لبعض المؤسسات المتواجدة على الطريق الوطني رقم .3 ويرشح العديد من سكان الحروش أن تكون الحصيلة كبيرة، قد تصل إلى 5 ضحايا لازالوا في عداد المفقودين، لكن هذا يبقى مرتبطا بالأبحاث التي يقوم بها أعوان الحماية المدنية التي قد تتسعين بالكلاب المدربة، حسب المدير الولائي للحماية، للبحث عن جثث محتملة. وقد حمل السكان السلطات المشرفة على إنجاز مشروع الطريق السيار شرق غرب الحادثة، بسبب إقامة حاجز للمياه على مستوى منطقة بوغلبون، حيث انفجر بسبب عدم قدرته على استيعاب كميات المياه، ما أدى إلى جر كل ما هو أمامه. وقد خلقت هذه الحادثة الأليمة أجواء من الحزن والأسى وسط كامل سكان الولاية.