صدر عن دار الأمة كتاب ''ما لا يقال سيناريوهات التغيير في الوطن العربي''، للكاتب الصحفي عبد العالي رزافي، جاء في 600 صفحة. وكما يتبيّن من عنوانه ومحتواه، يتطرق إلى المرحلة الدقيقة والفارقة التي تجتازها الأمة اليوم. وقد اعتمد الكاتب في تحليله وتشريحه لهذه المرحلة العصيبة على معطيات ماضية وراهنة عايشها، مما سمح له بالتعبير بجرأة كبيرة خلال حديثه عن بعض القضايا الحساسة، ومحاولته الوصول إلى حقائق لم تُقال من قبل، بنفس الطريقة التي عرضها بها، وهو ما جعل الكتاب مميزا جدا. وجاء الكتاب في ثمانية فصول، بدأها بالحديث عن الثورات العربية وسقوط الدولة الأمنية، إلا أن الانتقال من الدولة الأمنية إلى الدولة الآمنة، كما قال، يبقى مشروعا مفتوحا على كل الاحتمالات. كما تطرق الكاتب أيضا إلى سبب تعطل مشروع التغيير في الجزائر، حسبه، إلى احتواء التغيير، واختراق السلطة للقوى الداعية إلى ذلك، والتخويف بإعادة الجزائر إلى مربع الإرهاب. لينتقل بذلك المؤلف إلى الحديث عن سيناريوهات المراحل الانتقالية في الدول التي تعرف ثورات شعبية، والأزمة الليبية ومواقف السلطات الجزائرية من هذه الثورة وخلفياتها. وخصص رزافي فصلا من كتابه للحديث عن قضية دور النخبة في صناعة الثورات العربية، وهل يمكن للنخبة في الجزائر أن تلعب هذا الدور في المستقبل القريب. أما الفصل الرابع الذي خصصه لموضوع المال والفساد والسلطة، فقد تطرق في أحد محاوره إلى مسألة التغيير، حيث استبعد التغيير من داخل النظام، وبالتالي كل الإصلاحات المعلنة الغرض منها، كما قال، مجرد تمديد لعمر النظام القائم، ليتساءل الكاتب عن أي مستقبل للجزائر في ظل المتغيرات الدولية، ودور الإصلاحات في مواكبة التغيير المرتقب. ويختم كتابه بالتطرق إلى سيناريوهات التغيير في الجزائر، الذي يمكن أن يكون عن طريق ثورة شبانية، أو عبر دفع الرئيس إلى إجراء انتخابات رئاسية مسبقة.