شل 600 عامل، أمس، النشاط الإنتاجي ل 03 وحدات كبرى بمركب الحجار في عنابة، احتجاجا على تخلي النقابة عنهم، ورفض إدارة المركب الوفاء بوعود تسليمهم المستحقات والمنح العالقة منذ آخر مفاوضات جمعتها بالشريك الاجتماعي، على غرار تأخر حصولهم على منحة الخطر. خرج عمال الفرن العالي رقم 02، والمفولذة الأوكسيجينية، وكذا وحدة تحضير الفحم الحجري عن طاعة المجلس النقابي لمركب الحجار، على خلفية ''التقصير والإهمال لواجب الدفاع المستمر من طرف الشريك الاجتماعي عن الحقوق المهنية والاجتماعية المهضومة'' لأكبر فئة معرضة للخطر المهني، جراء العمل اليومي في وضعيات خطيرة، وفي درجات حرارة تفوق 1500 درجة مئوية داخل ورشات الفرن العالي. وطالب العمال المحتجون باهتمام النقابة بشؤون ومشاكل عمال المركب، بدلا من جري الأمين العام للنقابة وراء حل مشاكل مؤسسات أخرى لأغراض سياسية، حسبهم، في الوقت الذي يعاني فيه عمال المركب من الأمراض والإصابات، وحتى الموت بسبب العمل في وضعية خطيرة. وأرجع بعض عمال الفرن العالي، سبب وقف الإنتاج والدخول في حركة احتجاجية إلى رفض إدارة المركب تسليمهم المنح العالقة، التي تم الاتفاق عليها خلال المفاوضات الأخيرة، التي جمعت النقابة مع الشريك الهندي. وما زاد الوضعية تأزما، حسب المحتجين، التهديدات والضغوط التي تلقاها منذ يومين، مدير وحدة الفرن العالي من طرف إدارة ونقابة المركب، على خلفية وقوفه إلى جانب العمال في المطالبة بحق الحصول على منحة الخطر المقدرة ب3000 دينار، التي تم سحبها من الجدول العام للأجور لأسباب مجهولة، حسبهم، على الرغم من الوعود السابقة التي تقدمت بها الإدارة والشريك الاجتماعي في إدراجها ضمن شبكة أجور فئة العمال العاملين في الوحدات المصنفة بدرجة خطورة عالية. وأشارت مصادر ''الخبر'' إلى أن فتيل نار الاحتجاجات امتدت خلال 48 ساعة الأخيرة لتشمل وحدتي تحضير الفحم الحجري، والمفولذة الأوكسيجنية رقم 01، التي تضامن عمالها مع المطلب الذي احتج لأجله عمال الفرن العالي، جراء الخطر المهني الذي يتعرضون له يوميا في إعداد وتحضير ونقل المواد الفولاذية المنصهرة من ورشة إلى أخرى، التي تسببت في تعرض العشرات من العمال إلى الموت والإصابات الخطيرة، على غرار تعرض عامل الشهر الماضي إلى إصابة أفقدته عينه اليمنى. يحدث هذا في الوقت الذي رفض فيه المحتجون وساطة النقابة في حل مشاكلهم مع إدارة المركب، حيث طالبوا بتعيين ممثلين عن عمال الوحدات المتوقفة لطرح مشاكلهم العالقة، بعدما سئموا من الوعود.