يقول الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إنَّ اللهَ خَبِيرٌ بمَا يصنعون} النور: 30، وقال تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} النور: 31، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''لا يخلوّن رجل بامرأة إلاّ مع ذي محرَم، ولا تسافر امرأة إلاّ مع ذي محرم'' أخرجه البخاري ومسلم، فهذه الأدلة وغيرها تدل على تحريم العلاقات الّتي تكون بين الذكور والإناث، إلاّ أن يربط بين الفتاة والشاب عقد شرعي، فلا بأس أن يتحدثا مع بعضهما بوجود محرم الفتاة طبعًا، درءًا للمفاسد التي قد تنجر عن الخلوة والاختلاط. ومن المؤسف أن نرى الفتيات يختلين ويختلطن بشباب لا تربطهن بهم علاقة شرعية، وهو أمر محرّم، وعلى الأولياء أن يتفطّنوا له وأن يحرسوا بناتهم وأولادهم حتّى لا يقعوا فيما لا يحمد عقباه. فظاهرة الأولاد الذين لا يعرفون نسبهم هي من نتائج الاختلاط والعلاقات اللاّمحدودة بين الذكور والإناث، والأولياء غافلون ساهون عمّا يفعل أبناؤهم خارج البيت، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''كلّكم راع، وكلّكم مسؤول عن رعيته''، وقال تعالى: {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} التحريم: 06، والله المستعان.