أدرج الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، لأول مرة في الجزائر، وبناء على أمرية من الوزارة الأولى، داء السيدا ضمن القائمة الوطنية للأمراض المزمنة، بعد سنوات من المعاناة اليومية لأكثر من 19 ألف مصاب رسميا في الجزائر بداء السيدا، في الحصول على التأمين وحقوق تعويض تكاليف العلاج والأدوية لدى صناديق الضمان الاجتماعي. وحسب الدكتور إسكندر سوفي، رئيس جمعية ''أنيس'' لمكافحة التعفنات المتنقلة عبر الجنس والسيدا وترقية الصحة، فإن قرار إدراج الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي داء السيدا ضمن القائمة الوطنية للأمراض المزمنة، جاء كرد عاجل من طرف رئاسة الجمهورية على الطلب الرسمي، الذي تقدمت به جمعية ''أنيس'' إلى الحكومة عن طريق وزارتي الصحة والعمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، من أجل استصدار أمرية وزارية تهدف في مضمونها إلى التصنيف العاجل لمرض داء السيدا ضمن القائمة الوطنية للأمراض المزمنة، على غرار ما هو مطبق في أوروبا وبعض الدول العربية كاليمن وجيبوتي، حيث وضعت قانونا خاصا أطلق عليه ''قانون المتعايشين''. وتضمنت الأمرية، الصادرة في شهر نوفمبر الجاري عن المديرية العامة للصندوق الضمان الاجتماعي، إلزام الصناديق، عبر كامل تراب الوطن، بإدراج المصابين بداء السيدا ضمن قائمة أمراض الدم من أجل تفادي ذكر اسم المرض عند مراحل إعداد الملفات الصحية والإدارية للمرضى على مستوى مصالح صندوق الضمان الاجتماعي، من أجل حماية ومساعدة المرضى على إخفاء مرضهم. وذكرت المصادر ذاتها أن المئات من المرضى فرحوا لتلقيهم خبر إدراج الوزارة الوصية مرض السيدا ضمن قائمة الأمراض المزمنة، جراء المعاناة طيلة مراحل الكشف والعلاج، خاصة وأن كثيرا من المرضى كانوا يرفضون العلاج والتقرب من الصيدليات للحصول على الأدوية، خوفا من اكتشاف مرضهم، وما له من تأثير على المرضى والمحيط الذي يعيشون فيه. وجاء تحرك جمعية ''أنيس'' بسبب تأخر بعض الجهات المشرفة على المجلس الوطني لمكافحة مرض السيدا عن عقد اجتماعاتها لتقييم المرض وانتشاره منذ سنة 2006، ما يوحي، حسب الدكتور إسكندر سوفي، رئيس جمعية ''أنيس''، بوجود عدم اهتمام بمرضى السيدا وفئة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالداء في الجزائر، خاصة وأن الجمعية سجلت وجود 12 ألف امرأة حامل للفيروس بالجزائر، منهن 24 حالة تم إحصاؤها سنة 2011، وجاء الإعلان عن هذه الأرقام المخيفة من طرف جمعية ''أنيس'' استعدادا لانطلاق أول حملة وطنية تحمل تسمية ''حماية'' للمرأة والطفل المصابين بالسيدا في الجزائر.